ابن سينا في دبي: رحلة خيالية

د. كمال عبدالملك

تخيلوا معي أن ابن سينا جاء ليقيم في دبي.

من حيث مهنته، سيتألق ابن سينا في الطب، نظراً لخبرته في هذا المجال. قد يعمل طبيباً، مستخدماً معرفته في علاج المرضى وتقديم المعرفة الطبية في المنطقة، وسيوفر له قطاع الرعاية الصحية المتنامي في دبي فرصاً وفيرة للإسهام في هذا المجال.

ما سيجذب ابن سينا في دبي هو جوّها الفكري النابض بالحياة، والفرص المتاحة للتفاعل مع علماء ومفكرين من خلفيات متنوعة. سيقدّر التزام المدينة بالتعليم والابتكار الذي يتماشى مع رغبته الشديدة في العلم والاكتشاف. ومن المحتمل أن يتردد على أماكن مثل المكتبات والجامعات والتجمعات الأكاديمية، حيث يمكنه تبادل الأفكار وتوسيع معرفته. وقد يستمتع أيضاً بقضاء وقت في الطبيعة، يفكر في الأسئلة الفلسفية والعلمية، تماماً كما فعل في عصره.

والآن دعوني أتخيل أنني قابلته في أحد مقاهي جميرا المطلة على الشاطئ.

كمال: من الشرف لي أن ألتقي بك. لأعمالك تأثير عميق في مجالات الطب والفلسفة والعلوم. درّست في الإمارات ولسنوات سيرتك، ودائماً ما كنت مهتماً بتصريحك بأنك عرفت كل شيء في سن الـ16. هل يمكنك أن توضح ذلك؟

ابن سينا: شكراً لك، كمال. من دواعي سروري أن ألتقي بك أيضاً. عندما قلت ذلك كنت أشير إلى إتقاني المبكر لأعمال أرسطو وفلاسفة يونانيين آخرين. كنت أمتلك شهية كبيرة للمعرفة، وكنت ملتزماً بالدراسة منذ سن مبكرة.

كمال: هذا حقاً مثير للإعجاب. جانب آخر من حياتك أثار فضول طلابي وهو ذكر ارتشافك لـ«قدح من الشراب» في سيرتك الذاتية. بما كنت تعني بهذا المصطلح؟

ابن سينا: آه. في زماني كانت كلمة «شراب» مصطلحاً عاماً يستخدم لأي سائل، وفي هذا السياق كنت أشير إلى التغذية والمعرفة التي سعيت إليها من الكتب والعلماء، والتي شبّهتها بشراب يروي عطش الروح.

كمال: إنه توضيح رائع. استخدامك للغة والرموز يعكس حقاً عمق فكرك وإبداعك. شكراً لك على مشاركتك معنا هذه الرؤى.

ابن سينا: من الرائع دائماً الانخراط في مناقشات فكرية مع أساتذة مثلك. إطلالة دبي الجميلة على البحر تضيف خلفية هادئة لمحادثاتنا، ألا تعتقد؟

كمال: بالتأكيد. الإطلالة رائعة. إنها بيئة مناسبة للنقاش مع شخص مثلك، له مكانة عظيمة في تراث البشرية. شكراً لك على هذه المحادثة الرائعة.

باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر