الجيل الجديد والتكنولوجيا.. الجانب الآخر لاستخدام الهاتف
في عصرنا الحالي، أصبح اقتناء الهواتف الذكية ضرورة ملحة وجزءاً من حياتنا اليومية، وتراوح الأسباب بين ضرورة استخدامها في المعاملات اليومية إلى الترفيه والتسلية والتواصل الاجتماعي، ولكن تبقى بعض الأسئلة قائمة: ما تأثير تلك الأجهزة على الأطفال؟ وهل تلقي بظلال خطرة عليهم؟ وهل نستطيع التغاضي عن مخاطرها؟
في مشهد مألوف، أصبحنا نرى أطفالاً دون سن الخامسة يلهون بهذه الهواتف. وللأسف بعض الأمهات يعتمدن على هذا الجهاز كأداة سحرية لإلهاء أطفالهن الرضع والصغار، وهنا يجب التوقف أمام هذا المشهد الذي بات جزءاً من الحياة اليومية لبعض الأسر، ومراجعة سلبيات وإيجابيات استخدام الأطفال والرضع لهذه الأجهزة، وسنجد أن مخاطرها تفوق بشكل كبير فوائدها المرجوة.
من الناحية الصحية، تؤثر الهواتف الذكية بشكل مباشر على صحة النظر والعيون، وعلى الساعة البيولوجية للجسم، ما يؤدي إلى اضطراب في جودة النوم، ناهيك بأن الجلوس أمامها فترات طويلة يؤدي إلى مشكلات صحية في العظام والرقبة، إضافة إلى زيادة نسبة التوتر والقلق وضعف التحصيل العلمي وتأخر النطق أحياناً.
أما على الصعيد النفسي، فتسهم هذه الأجهزة في إنشاء بيئة معزولة اجتماعياً لدى الأطفال، وتسبب انتشار التنمر، حيث يلتقط كثيرون منهم صوراً لبعضهم بعضاً ويشاركونها عبر تطبيقات مختلفة، للأسف كثير من الأهل يجهلونها، ما يترك آثاراً نفسية عميقة يصعب معالجتها.
ولكن بدلاً من الاكتفاء بسرد العيوب، علينا أن نبحث عن حلول واقعية وفعالة، فالمسؤولية الأولى تقع داخل المنزل على عاتق الآباء والأمهات في توعية أبنائهم بأن الهدف من استخدام هذه الأجهزة هو تسهيل التواصل وليس الانفصال عن المجتمع. يجب على الأهل تخصيص وقت يومي لاستخدام الهواتف ومراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال والتعرف إلى الأشخاص الذين يتواصلون معهم. ومن جانب آخر، فإن للمدرسة دوراً محورياً في تعزيز الشراكة مع الأهل في هذه المسؤولية، حيث ينبغي الحفاظ على توازن صحي في استخدام التكنولوجيا، وعلينا جميعاً أن نتكاتف في حماية أطفالنا من المخاطر الصحية والنفسية المحتملة.
*أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كليــة الهندســة، جامعـــة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه