من يدعم سرعة طرح الحجم الكبير من المشروعات في دبي؟

سجلت سوق عقارات دبي إطلاق عدد غير مسبوق من المشروعات الجديدة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، جاوزت 130 مشروعاً تم طرحها، بمعدل مشروع جديد كل يوم.

المشروعات غطت معظم مناطق دبي الاستثمارية، منها مشروعات تطرح من طرف مطورين يدخلون السوق للمرة الأولى، أما حجم الوحدات التي تم طرحها فجاوز 34 ألف وحدة في وقت لا تظهر فيه أية بوادر أو علامات عن تراجع نشاط الطرح في السوق في أي وقت قريب. والمرجح أن يستمر الإعلان عن مشروعات جديدة بناءً على عدد المشروعات التي هي في مرحلة التخطيط حالياً، إذ تتجاوز 100 مشروع إضافي، بحسب إحصاءات حديثة.

القارئ لهذا الرقم يتساءل: كيف يتم طرح هذا الحجم الكبير من المشروعات العقارية بهذه السرعة في دبي؟ هناك أسباب عدة لانفتاح شهية المطورين على سوق دبي، أهمها ثقتهم بالقطاع وقوة نشاطه، وارتفاع الطلب على عقارات الإمارة، والاستقرار الاقتصادي، وهذه معظم الدوافع الظاهرة للجميع، لكن في الحقيقة هناك جوانب أخرى غائبة عن أذهان الكثيرين لعبت دوراً أكبر في تسريع إطلاق هذا الحجم من المشروعات في ظرف أربعة أشهر فقط: أولها «حساب الضمان»، الذي يعتبره المطورون والمستثمرون نوعاً من التأمين على أموالهم وحقوقهم الاستثمارية في القطاع، وهو عامل داعم للثقة في السوق وسمعتها. ولترسيخ هذا الجانب في السوق هناك دورات متخصصة باللغتين العربية والإنجليزية لوكيل «حساب الضمان»، لتدريبه حول عملية فتح حسابات الضمان، والأساسيات الصحيحة والقانونية لإدارته، وهذا لضمان أقصى درجة من الشفافية والأمان للمستثمرين. أما الجانب الثاني فهو سرعة الإجراءات ومعاملات الموافقة على المشروعات الجديدة، فيما يتمثل الجانب الثالث في قوة المنظومة الإدارية للقطاع العقاري ومرونتها، ومواكبتها السريعة لمختلف التطورات التكنولوجية.

هذه الجوانب الثلاثة قد يراها البعض ضعيفة مقارنة بعوامل رئيسة متفق عليها في ما يتعلق بجاذبية عقارات دبي، لكن الواقع، إذا تمعنا فيها بعين المقارنة مع أسواق أخرى، فسنجدها قوية وتسهم بنسبة كبيرة في قوة السوق وجاذبيتها. فسرعة إنجاز الإجراءات هي العجلة التي تجرّ عربة المشروع العقاري من مستوى لآخر، وتفتح الطريق لمشروعات أخرى، وقوة المنظومة الإدارية للقطاع العقاري هي القائد الذي يوجه هذه العربة نحو مسارها الصحيح، و«حساب الضمان» هو عصب هذه القوة و«الوعاء الأمين» للمحفظة المالية للمستثمرين والمطورين، ومنبع الطمأنينة لديهم.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

 

الأكثر مشاركة