الملكية المنتهكة!

إبراهيم استادي

خبر مفرح سمعته من إحدى الشخصيات الإماراتية المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتحدث دائماً عن الذكاء الاصطناعي وآخر صيحاته، وهو أن منصة «إنستغرام» ستركز على جودة المحتوى المقدم وتدفعه للانتشار في المرحلة المقبلة أكثر من المحتوى المنسوخ أو المعاد تدويره، وبشكل خاص سيتم التركيز على الحسابات الصغيرة التي لا تحظى بمتابعين كثر رغم نشرها لمحتوى جيد وأصلي غير منسوخ، وستقوم بتحجيم الحسابات أو المنشورات التي تعتمد على محتوى من مصادر أخرى.

من جانب آخر، سيبرز عمل المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين ظلمتهم الخوارزميات وظلوا متمسكين بمبدأ النمو الطبيعي وكسب المتابعين من دون «شرائهم»، وهذه الغربال لابد منه لتتميز الصفوة من صُنّاع المحتوى، وليرتفع سقف المنافسة مما سينعكس إيجابياً على الجودة، وستكون هناك فرص متساوية للظهور.

أكثر الحسابات التي ستتأثر هي الحسابات التي تسمي نفسها حسابات متخصصة، والتي هي في معظم الأحيان تنتهك حقوق الملكية الفكرية الفنية، وتستغل ضعف القوانين المتخصصة في هذا الشأن في العالم العربي، فتنسخ أو «تسرق» مقاطع من مقابلات مع شخصيات فنية أو من حفلات غنائية وأعمال فنية من أغان ومسلسلات وأفلام، وللأسف يقوم كثير من الناس بمتابعة هذه الصفحات من باب الترفيه، ويغيب عنهم أمر انتهاك الحقوق ولا يأخذونه على محمل الجد، ولكن آن الأوان أن تقوم المنصة نفسها باتخاذ هذه الخطوة، وهذا تطور إيجابي وطبيعي في هذه المنصات التي قريباً تحتفي بعامها الـ20.

وعلى ذكر حقوق الملكية الفكرية، اكتشفت أخيراً - وربما تأخرت في الاكتشاف - أن هناك بعض الحسابات الموجودة على منصة «يوتيوب»، تقدم خدمة للمتابعين، وهي تغيير أو تحريف أي مقطع من أي أغنية يريدونها لقاء مبلغ بسيط، مستخدمين الذكاء الاصطناعي لتحقيق ذلك، وكان أمراً محزناً أن أعرف أن هناك عشرات الحسابات التي تستغل هذه التقنيات للاستفادة المالية على حساب الفنانين والشعراء والموسيقيين الذين بذلوا جهداً لإنتاج عمل إبداعي يتم نسفه وتحريفه في لحظات باستخدام هذه الأدوات!

رغم لومي التام لأصحاب هذه الصفحات على مواقع التواصل على ما ينتهكونه من حقوق، وتفهمي للوعي المحدود لدى كثير من الناس ورغبتهم في الاستمتاع بالمحتوى المنسوخ أو المحرّف أو أياً كان لأنه يعتبر ترفيهاً مجانياً أو غير مكلف، إلا أن جزءاً من المسؤولية يقع أيضاً عليهم، ويجب أن تنتشر حملات التوعية إلى أن يقتنع هؤلاء بأن انتهاك الحقوق الملكية الفكرية هي تماماً كالسرقة!

ibrahimustadi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر