«العقلية» وهيمنة مانشستر سيتي

فرح سالم

يمضي القمر السماوي في طريقه سعياً لاعتلاء قمة كرة القدم الإنجليزية، بعدما تُوّج بلقب الدوري للمرة الرابعة توالياً لأول مرة في تاريخ المسابقة العريقة، ووصل إلى اللقب الـ10 في تاريخه، والسادس خلال السنوات السبع الماضية.

خلال فترة وجيزة، تحول مانشستر سيتي إلى عملاق إنجليزي، أنهى هيمنة أندية تاريخية عدة، وتحول إلى أقوى أندية العالم، بتأكيد النقاد والكثير من اللاعبين السابقين والخبراء، وبات الرقم الصعب في العالم، وفتح الأبواب للجميع من أجل خوض التجربة التي تُعدُّ الأكثر نجاحاً.

ويحسب للمدرب الإسباني الشهير بيب غوارديولا أنه خاض أحد أقوى التحديات، كونه تولى قيادة السماوي في أفضل مسابقة، وتوقع كثيرون أن يعاني، لكون الدوري الإنجليزي أصعب من الإسباني والألماني، إلا أن بيب زاد من صعوبة المنافسة، بعدما حقق 17 لقباً خلال ثمانية أعوام، شهدت تحطيم العديد من الأرقام القياسية، وتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية.

نقلة مانشستر سيتي لم تكن فقط على مستوى نتائج الفريق الأول، بل شهد النادي نمواً في الجانب الاقتصادي، وحقق أعلى إيرادات في العالم العام الماضي بحسب «فوربس»، ناهيك عن التطور في البنى التحتية والنقلة في الأكاديمية، كما أن النادي تحول إلى أحد أبرز معالم مدينة مانشستر وإنجلترا.

ومن الفخر أن تتصدر المشهد عالمياً خلال 16 عاماً، وتتحول إلى فريق يرعب أكبر الأندية الأوروبية، بلاعبين ليسوا من ضمن الأغلى عالمياً، لأن هناك الكثير من الأندية التي صرفت أكثر من مانشستر سيتي في السنوات الماضية، والأرقام خير دليل، لكن التفوق والإنجازات تحققت، بسبب العقلية التي حولت المجموعة الموجودة حالياً لدى غوارديولا إلى أحد أفضل الأجيال التي أنجبتها كرة القدم.

«العقلية» هي كلمة السر التي يمكن أن تجيبك عن تساؤلات سبب النجاح، لأن الكثير من الأندية صرفت أموالاً عدة، لكن النجاح ارتبط بالقمر السماوي، وسيتعين على من يريد المنافسة، أن يرفع سقف الطموحات عالياً، لأن السنوات المقبلة ستشهد تغيّرات جذرية في مشهد كرة القدم في إنجلترا وأوروبا، والتي سيكون عنوانها الأبرز، مانشستر سيتي أحد أكثر الأندية نجاحاً في العالم.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر