أسبوع البشائر

إبراهيم استادي

أسبوع حافل يعيشه المشهد الثقافي الإماراتي من الكُتّاب والمسرحيين، بداية من إعلان «اليوم الإماراتي للمسرح»، الذي اختير تاريخ الثاني من يوليو ليتم الاحتفال به، وهو أيضاً تاريخ ميلاد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وليس هناك أفضل من هذا التاريخ للاحتفاء - أخيراً- بمناسبة غالية كهذه، وتحديداً على قلوب المسرحيين.

وعلى ذكر المسرح، فقد كان تاريخ 26 مايو يوماً فارقاً له، حيث افتتح المقر الجديد للهيئة العربية للمسرح، هذه الهيئة التي تشكل اليوم الشمعة المضيئة للمسرحيين العرب، والتي أخذت على عاتقها مسألة إحياء المسرح العربي وإقامة مهرجان له كل عام في دولة عربية مختلفة، رغم كل التحديات الأمنية واللوجستية التي تواجهها بعض هذه الدول.

جدير بالذكر أن الكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله هو من يشغل منصب الأمين العام للهيئة، إضافة إلى رئاسته لمجلس إدارة جمعية المسرحيين في الدولة. ليس هذا فحسب، فتاريخ 26 مايو هو «يوم الكاتب الإماراتي»، وهو أيضاً تاريخ ذكرى تأسيس اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وقد اختار صاحب السموّ حاكم الشارقة، أن يتم تكريم القلم الإماراتي في هذا اليوم.

قد تكون هذه المناسبات معنوية وشكلية، ولكنها تنعكس على الفنانين والكُتّاب بشكل كبير جداً، فأكثر ما يبحث عنه المبدع الإماراتي هو التقدير والاعتراف بالدرجة الأولى، ثم يفكر في الماديات والتفاصيل الأخرى، والسبب في ذلك هو أنه في مرحلة ما شعر بفقدان خصوصيته واختفائه وسط الكمّ الهائل من الفعاليات والأحداث التي لا يكون له دور حقيقي فيها سوى ظهوره وهو يتمشى في أروقتها، ويحضر أنشطتها فحسب وكأنه «إكسسوار رمزي» يدل على أن الحدث مقام على أرض الإمارات.

هذه المناسبات هي خطوة مهمة نحو تعزيز خصوصية ثقافتنا وأدبنا وفننا الإماراتي، والخصوصية هنا لا تعني العزلة والعيش بمنأى عما يحصل في البلاد من حراك عالمي وعربي، بل على العكس، إنها دعوة للآخرين أن يتلمسوها ويتفهموها ويندمجوا معها وينطلقوا بحياتهم وأنشطتهم وأعمالهم من خلالها على أرض الدولة، بدلاً من إذابة خصوصيتنا الإماراتية للانصهار مع الآخر ومجاراة العالم، وهناك فرق كبير بين السبيلين!

تهانينا الحارة لكل المبدعين على أرض الإمارات من كُتّاب ومسرحيين إماراتيين وإخوانهم المقيمين من جميع الجنسيات بهذه المناسبات الجميلة المتتالية.

ibrahimustadi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر