أبوظبي الجديدة
أذكر ملامحها جيداً قبل 20 عاماً، حين قدمت إليها للمرة الأولى، باب واسع مشَرع على الغد، وشوارع تشي بدفء الأماكن، ووجوه بشوشة تشعرك بأنك اليوم ضيف، وباكر من ناسها وسكانها.
تمتد على أطرافها مساحات شاسعة، يغطي حوافها النخيل وثماره التي تُركت للبشر والطير في كل وقت، وينبض وسطها بالمباني الحديثة والمراكز التجارية والسوق القديم، وتفوح منها في كل مكان رائحة البخور والعطور، وترسم ابتسامتها وسعادتها على مداخلها بعبارة: «أهلاً بكم في أبوظبي».
كنت أرقبها كل يوم وهي تزداد جمالاً وبهاء دون أن تنسى تفاصيل ماضيها الجميل، فخلقت على مدار عقدين من الزمان مزيجاً نادراً من العراقة والحداثة والانفتاح على العالم، مع الحفاظ على القيم والعادات والموروث الأصيل.
على مدار 20 عاماً عشتها هنا، لم يهدأ البناء والعمران وتطوير الإنسان قبل المكان، وابتكار كل ما يسعد الناس، ويحفظ كرامتهم وممتلكاتهم، ويخلق بينهم ألفة ومودة، على اختلاف أجناسهم وألوانهم.
تعرف أبوظبي جيداً كيف تأسرك بهدوئها وهوائها وبحرها ورمالها وبرها الساحر وليلها المتلألئ على ضفاف الخليج، وقبل كل ذلك بأخلاق أهلها وسلامة صدورهم وأصيل معدنهم.
وتشعرك، كما كل الإمارات، أنها بيت ووطن وقلب كبير يسع الجميع، وتعلمك حبها وحب الخير لها، وتمنحك وتعطيك بلا منٍّ أو تفضل أو رياء. لها مع الأمان والاطمئنان ألف قصة وحكاية، ترويها البيوت المفتوحة، والسيارات المتروكة في كل وقت بلا خوف، والرجال الساهرون على راحة الناس ونجدتهم عند أي طارئ أو ظرف صحي مباغت في الليل أو النهار.
تذكرت كل ذلك وأكثر وأنا أرى أبوظبي جديدة رائعة، تظهر ملامحها كل يوم في جزر السعديات ورمحان والجبيل والحديريات وياس والريم والمارية وكأنها تسابق الزمان، وتحقق ما كان يظنه البعض مستحيلاً.
المشاريع الجديدة في أبوظبي بكل تفاصيلها المبهرة فوق الخيال، كل منها على حدة أيقونة في المعمار والخدمات والنظام والرفاه.
مجتمعات مكتملة، ومساحات خضراء، وواجهات بحرية، وتصاميم عصرية، والأجمل أنها جميعاً باستثمارات وإدارة وتنفيذ شركات محلية.
أبوظبي الجديدة بمدنها وجزرها ومبانيها وشواطئها وشوارعها جمال فوق الجمال، وإضافة كبيرة لمعالم الإمارات السياحية، ووجهة تضاهي وتفوق عند اكتمالها أرقى الوجهات العالمية، وحقاً: سبحان من خلق الجمال وعلم الإنسان صنعه.
amalalmenshawi@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه