ثنائية الوصل
الثنائية التي حققها الوصل جعلته يكرر إنجازاً سبق وتميز به، قبل 17 سنة ماضية، عندما حصد بطولتي الدوري والكأس في موسم واحد، ليبرهن ويؤكد للجميع في الموسم الحالي، أن عودته تكون دائماً من بوابة البطولات الكبيرة، التي يُجيد ترويضها حينما ينوي الوثب على منصاتها.
«الأصفر» في هذا الموسم مختلف، بعدما استحوذ على محاسن الأوصاف وأجملها، سواء كان بانسجام روح الفريق والجاهزية الدائمة أو حُسن التدبير والتعامل مع المعوقات والمطبات، لاسيما مطب الوحدة المفاجئ الذي جاء في توقيت حرج وصعب لم يكن من السهولة احتواؤه، لولا الدعم الكبير لجمهور الفريق وقبله الوقفة الإدارية التي عملت على تخفيف الضغوط وإبعاد اللاعبين عن ذلك المنزلق الخطر الذي كان قريباً منهم.
وأسهم تكامل الجهود ونجاحها في منح الفريق جواً من الصفاء بعيداً عن لسعات المتربصين، ما أسهم في تجاوز آثار تلك الخسارة، ليعانق الوصل بعدها الكأس في دار الزين، ثم حسم الدرع في ملعبه بزعبيل.
الوصل هو بطل الثنائية باستحقاق بعد أن فرض حضوره بجدارة، ما جعله يُغرد بعيداً عن سرب المطاردين الذين كانوا يتقلبون بين مد وجزر النتائج التي صنعت حاجزاً ومسافة فاصلة بينهم، باستثناء شباب الأهلي الذي خذلته عثرات البداية، فلم تسعفه لتقليص الفارق عند خط النهاية.
من هنا، فإن الوصل يعتبر حالة استثنائية في هذا الموسم، سواء كان على الصعيد الإداري أو الجماهيري، كون متطلبات البطولة تحتاج إلى مقومات عديدة، أولها فكر إداري واعٍ لخطوات واتجاهات ومخرجات العمل المتوقعة مع إدراكه للإمكانات المتاحة، وثانيها امتلاك قاعدة جماهيرية تكون سلاحاً يهزّ أركان الملاعب، وهو ما حظي به الوصل في معظم المواجهات التي لم تخلُ مدرجاته من جماهيره، الذين جذبهم الحب والانتماء لهذا الكيان الكبير.
نعم، فقد خدم «الإمبراطور» نفسه وخرج بقائمة من المكاسب التي قد يكون أبرزها عودته بطلاً مُتوجاً لبطولتين من العيار الثقيل بعد غياب طويل، ليعيد بذلك الثقة ويُنعش روح محبيه الذين صبروا طويلاً، مثلما كانت عودته مطلباً وضرورة لصحة وعافية مسابقاتنا التي تحتاج لهذه النوعية من المنافسين، الذين يُنعشون المسابقة ويحيونها أداء وإثارة وتنافساً، فالوصل هكذا ينفرد ويتجلّى ليتمرد على الظروف والواقع، ثم يرجع ليعيد الزمان للمكان نفسه.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.