أطفالنا في متاهة الإنترنت.. كيف نحمي مغامراتهم الرقمية؟

الدكتور مراد الرجب*

تعيش مجتمعاتنا الحالية تحت مظلة المنصات الرقمية والشبكة العنكبوتية التي تسللت إلى حياتنا وبيوتنا ونسجت خيوطها في عالمنا اليومي، لاسيما بالنسبة للأطفال الذين ولدوا في عصر التكنولوجيا، إلا أن هذا الانتشار السريع يحمل في طياته مخاطر عديدة تتطلب وعياً وإدراكاً وإشرافاً من الأهل لضمان سلامة الأطفال خصوصاً، في وقت تشير بعض التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة و«اليونيسف» إلى أن نحو ثلث مستخدمي الإنترنت هم من الأطفال.

وأولى خطوات حماية أطفالنا تبدأ من خلال إقامة حوار صريح وتواصل قريب ومفتوح ومبسط معهم حول ماهية استخدام الإنترنت وتبعاته، بما في ذلك استخدام وسائل التواصل والشبكات الاجتماعية والألعاب والتطبيقات. من المهم أن يكون الأهل على وعي كامل وثقافة شاملة بالأمن السيبراني المتعلق بالأطفال على شبكة الإنترنت. يجب عليهم تشجيع عادات آمنة وسلوكيات متزنة والتوعية المستمرة بالتهديدات المتعلقة بالأمن السيبراني، كما يجب توضيح الفرق بين المحتوى الجيد والسيئ.

تتمثل الخطوة الثانية في متابعة الأهل لنشاط أبنائهم على الإنترنت عن كثب، والتواصل مع أطفالهم وطرح أسئلة تتعلق باستخدامهم ونتائج المهام التي يقومون بها على الإنترنت، ووضع قواعد واضحة للاستخدام.

كما يجب أن يكون الأهل على دراية ببرامج الحماية السيبرانية والأدوات التكنولوجية مثل أدوات تصفية البيانات ومراقبة نشاط الأطفال دون إظهار أو معرفة الأطفال بذلك، لكن الأهم من ذلك هو شعور الأطفال بأنهم يمكنهم اللجوء إلى الأهل في حالة الشعور بأي تهديد أو مخاطر دون تردد.

من جانب آخر يقع على عاتق الأهل والمدرسة أهمية توعية وإرشاد الأطفال حول كيفية التحكم بخصوصياتهم والتحقق منها بانتظام، وتجنب مقابلة أصدقاء افتراضيين في الحياة الواقعية دون مناقشة الأمر مع الأهل، كما يجب التنبيه المستمر على الأطفال بعدم الرد أو التواصل مع أي وسيلة على الإنترنت طالما شعروا بعدم الارتياح أو الريبة، وأن تتكاتف المدرسة مع الأهل داخل المنزل من أجل تهيئة بيئة آمنة ومحصنة للأطفال، وتدريب الأطفال على توثيق أي موقف أو محتوى ضار قد يتعرضون له والتحدث بكل أريحية مع شخص يثقون به واللجوء فوراً للأهل.

• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كليــة الهندســة، جامعـــة أبوظبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

تويتر