ظاهرة في معرض عقاري

إسماعيل الحمادي

في عدد اليوم، سأسلّط الضوء على ظاهرة استوقفتني في آخر معرض عقاري شاركت به.

من الظواهر الغريبة التي أصبحت تنتشر بكثرة في مختلف المعارض العقارية أخيراً، التي اشتكى منها العديد من الزوار، وسببت ضيقاً لهم، أن بعض الوسطاء يعترضون طريق الزائر للمعرض عند المدخل، في محاولة لتوجيهه نحو منصتهم. وحتى داخل أروقة المعرض، يحاول بعضهم جذب الزائر إلى منصته أو إلى مشروع محدد. هذا السلوك لا يليق بنظام المعارض العقارية، وهو أسلوب مزعج جداً لراحة الزائر وحريته في التجول بين أجنحة المعرض واكتشاف الفرص، لذا نرى حدوث العكس من ذلك، حيث إن العديد من الزوار يغادرون المعرض دون الاطلاع على جميع المشروعات المعروضة، بسبب هذه المضايقات.

يمكن أن يعتبرها البعض جهداً من الوسيط، وحلاً لجذب متعاملين محتملين، لكنها في الواقع ظاهرة سلبية تضر بالمعرض والمشاركين فيه وبالزائر معاً. لا أحد يتحمل المضايقات في المعرض، فهناك زوار يعرفون جيداً هدفهم، ويعرفون مسبقاً إلى أين يتجهون، وهناك زوار هدفهم البحث عن الفرصة المناسبة، لذلك يتطلب منهم الأمر الاطلاع على مختلف الأجنحة والمشروعات.

إضافة إلى ذلك، تؤثر هذه الظاهرة في جهود الشركات والوسطاء الآخرين المشاركين في المعرض، وتمنعهم من الاستفادة من حركة الزوار والوصول إلى قاعدة جديدة من المشترين المحتملين. هي اجتهاد خاص من فئة، لكنها تنعكس سلباً على جهود الزملاء الآخرين المشاركين، وتسدّ باب اقتناص الفرص أمامهم، في حين أن المعارض باب مفتوح للفرص الجديدة.

تخيلوا لو أن كل جهة مشاركة تتبنى هذا السلوك؟ وفي حال لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة في المعارض المقبلة، فستجد كل الوسطاء خارج باب قاعة العرض لتوجيه الزوار، وربما يصل بهم الأمر إلى وجودهم في مواقف السيارات! في هذه الحالة كيف سيكون وضع الزائر؟ إن مجرد تخيل هذا المشهد فقط يسيء إلى سمعة السوق، فما بالك إذا أصبح حقيقة وأمراً واقعاً؟

من هذا المنبر، أوجه دعوة لكل من تبنى هذا السلوك، عدم تكراره، لأنه يضر بسمعتك أنت كوسيط أولاً، ويضر بجهود الآخرين في المعرض، فهم مثلك، يستأجرون مساحة لعرض مشروعاتهم وخدماتهم، وهدفهم الوصول إلى مشترين حقيقيين، كما أوجه دعوة إلى الجهات المنظمة للقطاع العقاري والمعارض العقارية، بالتدخل لإصدار تنبيهات وتعاميم رادعة لوقف انتشار هذه الظاهرة، ووضع حد لها، للحفاظ على جاذبية المعارض العقارية، وعلى زوارها والمشاركين بها، وحماية السوق عموماً.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر