سلوك مزعج.. التردد وعدم الحسم

الدكتور علاء جراد

يعد اتخاذ القرارات مهارة مهمة، حيث تساعد الانسان في سعيه نحو التقدم والنجاح. ومع ذلك، لا يجيد الكثيرون عملية اتخاذ القرارات بسرعة وبثقة، ودائماً ما يتسمون بالتردد والبطء في اتخاذ خطوات للأمام. وقد كتبت حول موضوع التردد في هذا العمود منذ عشر سنوات، وما زلت أراه موضوعاً في غاية الأهمية، حيث يمكن أن يكون للتردد والبطء في اتخاذ القرارات آثار كبيرة على الأفراد ومن حولهم، وقد يكون التردد له مبرر ومفهوماً في بعض المواقف لكن يجب ألا يكون هو القاعدة.

من أسباب التردد وعدم الحسم الخوف من الفشل، والقلق من اتخاذ القرار الخاطئ، ومواجهة النتائج السلبية. كما أن بعض الأفراد يميلون للكمال والرغبة في اتخاذ القرار الأمثل، ما يؤدي إلى الإفراط في التحليل بدرجة تؤدي الى الشلل. سبب آخر هو انخفاض الثقة بالنفس، والشك في قدرة الفرد على اتخاذ قرارات سليمة، فيؤدي ذلك الى الإفراط في التفكير في النتائج والسيناريوهات المحتملة. كما يسهم الخوف من المخاطرة في التردد والإحجام عن اتخاذ القرارات في الوقت المناسب. وللتردد آثار كثيرة، حيث يؤدي الى ضياع الفرص، سواء في العمل أو الاستثمارات أو النمو الشخصي. يؤدي أيضاً الى زيادة التوتر بسبب الإفراط في التفكير والقلق المستمر. كما يؤدي التردد الى انخفاض الإنتاجية وبطء الأداء وإعاقة تقدم فريق العمل. أيضاً يؤدي عدم الحسم الى التأثير على العلاقات الشخصية والمهنية، إذا رأى الآخرون أن الشخص المتردد لا يمكن الاعتماد عليه أو يفتقر إلى الثقة. وأخيراً قد يؤدي التردد الى انخفاض احترام الذات، حيث يمكن أن يساهم التردد المزمن في الشعور بالنقص وانخفاض قيمة الذات.

هناك بعض الطرق للتعامل مع الأشخاص المترددين أو غير الحاسمين، مثل تقديم التعليقات الداعمة لمساعدتهم على فهم الآثار المترتبة على ترددهم، ثم تحديد مواعيد نهائية واضحة حتى يتم الالتزام باتخاذ القرارات ضمن إطار زمني محدد. أيضاً تبسيط الاختيارات، فتقليل عدد الخيارات وتقسيم القرارات المعقدة إلى خطوات أصغر يمكن التحكم فيها يمكن أن يجعل العملية أقل صعوبة. تعزيز ثقتهم بنفسهم من خلال الاعتراف بنجاحاتهم السابقة يرفع قدرتهم على اتخاذ قرارات سليمة. وأخيراً تشجيع المخاطرة المحسوبة، والتأكيد على أن ليس كل القرارات ستؤدي إلى نتائج مثالية، ولكن لا يجب أن يكون القرار هو عدم اتخاذ قرار.

Garad@alaagarad.com

Alaa_Garad@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر