«الدانة للدراما»

إبراهيم استادي

شهدت الساحة الفنية الخليجية الأسبوع الماضي ولادة مهرجان الدانة للدراما، والذي أقيم في مملكة البحرين تحت رعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وكانت تظاهرة فنية من نوع خاص، فمن النادر أن يجتمع هذا الكم من فناني الخليج في مناسبة تجمعهم، وتحديداً مهرجان مختص بالدراما، فعدد المهرجانات السينمائية أكبر رغم أن الإنتاج الفني المتصدر في الخليج هو الإنتاج الدرامي وليس السينمائي.

لطالما كنا بحاجة لمسابقة كهذه، وأستطيع أن أقول إننا ربما تأخرنا قليلاً، فتاريخ الإنتاج الدرامي في الخليج ليس ببسيط، وقد مرت الصناعة بمراحل ونقلات نوعية عدة، كما للدراما الخليجية روادها وكتابها ومؤسسوها ممن يستحقون التكريم سنوياً، ومنافسة كهذه من شأنها أن ترفع مستوى الإنتاج الفني في منطقتنا، وتطوير العناصر والمفردات الفنية في المسلسلات، ناهيك بأن الدراما الخليجية تتمتع بخصوصية تستحق أن يتم الاحتفاء بها في حدث فني ضخم.

لهذا المهرجان قابلية للنمو بشكل كبير ليتضمن فئات أكثر ويكرم المزيد من الأسماء، فنحن بحاجة لهذه الوحدة الفنية الخليجية، وهو ما أكد عليه الفنان القدير جاسم النبهان في إحدى الندوات التي أقيمت على هامش مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون تزامناً مع مهرجان الدانة، والذي طالب بإعادة تفعيل دور مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون أو إنشاء شركة تستقطب المواهب والكتاب الخليجيين الجدد الذين يصعب عليهم دخول السوق، خصوصاً أن المجال الفني قائم بشكل كبير على العلاقات والمعارف.

اللافت في هذه النسخة أن هناك عدداً غير بسيط من الأعمال لم تذكر نهائياً ولم تترشح في أي فئة من الفئات، وهذا مؤشر صحي جداً لأن العمل الجيد مؤخراً أصبح كالعملة النادرة، وهذا أيضاً دافع لجميع المنتجين كي ينهضوا من رتابة الإنتاج ويواكبوا عقل المشاهد اليوم لتتمكن أعمالهم - على الأقل - من أن ترشح ويتم ذكرها بدلاً من مرورها مرور الكرام دون ترك أي بصمة، وستأخذ القنوات والمنصات هذا الأمر بعين الاعتبار في المستقبل قبل شراء أي عمل.

كل ما سبق قابل للتحقق بشرط أن تكون الأهداف من وراء المهرجان هذا واضحة ومخططاً لها للمدى البعيد ومدروسة، وألا نصل إلى طريق مسدودة كما وصلت العديد من المهرجانات الفنية ولم تتمكن من الاستمرار.

ibrahimustadi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر