دبي والثقافة.. حكاية توأم!
أصبح الاقتصاد الإبداعي أسرع القطاعات نمواً في العالم، ولأنه مورد متجدد ومستدام، توليه الدول التي تريد أن تحجز لنفسها مكاناً في المستقبل مكانة وتعطيه أولوية. وكما تراجعت الصناعات التقليدية أمام اجتياح الآلة، وحنت الآلة رأسها للتكنولوجيا، فالغد سيكون حتماً لاقتصاد مبنيّ على الأفكار، يوجّه فيه الإبداعُ الرأسمالَ لخدمة التنمية المستدامة، ففيها وحدها الأمان ومنها الضمان، لذلك أصبحت كلمتا «دبي والثقافة» توأماً سيامياً يصعب فصله، بدأت القصة حلماً كبيراً، ومع توالي الإنجازات كان الحلم يتضاءل ليترك مكانه للواقع. وكلما تحقق نجاح فتح نافذة لنجاح أكبر.
دبي برؤية وتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، تؤسس لتكون «عاصمة للاقتصاد الإبداعي» بحلول سنة 2026، وليصبح الحلم الكبير بأن تغدو «عاصمة العالم الثقافية» على مرمى إنجاز.
أكتب هذا وأنا أقرأ ما نشرته وكالات الأنباء من أنّ دبي تصدّرت مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2023، وذلك وفقاً لتقرير «إف دي آي ماركتس» الصادر عن «فاينانشال تايمز»، وقد جاء فيه أنها أفضل وجهة عالمية لخلق فرص العمل وتدفقات رؤوس أموال المشاريع في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من بين 115 مدينة تم تصنيفها، متفوقةً على مدن عالمية مهمة، مثل لندن، ونيويورك.
ومن التقرير الشامل نستعير ثلاثة أرقام فقط تغنينا عن شرح طويل في تثمين هذا الإنجاز، فقد نجحت دبي في استقطاب 898 مشروعاً في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وبلغت رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي نحو 12 مليار درهم، كما أسهمت في خلق أكثر من 21 ألف فرصة عمل خلال عام 2023 فقط. وفي هذا السياق وحده نفهم ما علّقت به سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون، بأن دبي «أصبحت أرض الفرص للمبدعين وروّاد الأعمال حيث تتيح لهم إمكانية تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة».
DrParweenHabib1@
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه