صلاحية معارض العقار في الواقع تُنهيها المواقع

إسماعيل الحمادي

في هذا الموضوع لا أريد المقارنة بين أي إمارة وأخرى، أو أن أقلل من جهود طرف معين، لكن ما أريد أن ألفت إليه انتباه المعنيين بالأمر هي فجوة شدّت انتباهي، وأرجو أخذها في الحسبان.

الموضوع يتعلق بالتسويق والترويج للمعارض العقارية في دبي، مقارنة بالمعارض في المجالات الأخرى التي يتم التسويق لها لأكثر من شهر قبل موعدها، ولا تتوقف التغطيات الإعلامية، وحملات التسويق تُنشر عنها طوال أيام المعرض.

تعاني سوق المعارض العقارية في دبي ندرة في التسويق والترويج لها، مع العلم أن 90% من نجاح هذا النوع من المعارض يعتمد على ثلاثة عوامل أساسية، هي: التسويق، والعلاقات العامة، والتغطيات الإعلامية المستمرة.

إذا لم يتم توظيف هذه الثلاثية باحترافية، فكيف سيعرف المستثمرون أو الباحثون عن فرص لشراء وتملك عقار في دبي عن هذه المعارض؟! خصوصاً أن منهم الذين يضطرون للسفر والتنقل لزيارتها! من داخل الإمارات ومن خارجها.

قد يجد البعض أن ما أتحدث عنه ليس له أهمية، لكن في رأيي الخاص له أهمية كبيرة، وكبيرة جداً، خصوصاً إذا تعلق الأمر بسوق في حجم ضخامة سوق دبي العقارية، فعندما نقول معرضاً عقارياً ضخماً، فهذا يتطلب حملة إعلامية ضخمة للترويج له، لأن مجموعة المشاريع المعروضة به ضخ فيها المطورون مليارات الدراهم، ومنصات عرض دفع أصحابها آلاف الدراهم لعرض مشاريعهم، وبحجم ما تم إنفاقه على هذه الجوانب، فالأمر يستحق حملات إعلامية وتسويقية بملايين الدراهم، لجذب اهتمامات المتعاملين، لكن ما نراه في الحقيقة هو العكس، فالمعارض حاضرة في الواقع لكنها غائبة عن المواقع الإعلامية، ولا تسمع عن المعرض العقاري إلّا أنه افتُتح ثم اختُتم.

أرى أن ضعف توظيف العلاقات العامة، وعدم المعرفة الشاملة باستخدام أدواتها من طرف الشركات المنظمة للمعارض، هو السبب الأول لقلة التسويق لها، فمثلما تعتبر المعارض أداة من أدوات صناعة العلاقات العامة في القطاع العقاري، تعتبر هذه الأخيرة بدورها استراتيجية من استراتيجيات نجاح المعارض، ويعتبر التسويق عنصراً مهماً في هذه الاستراتيجية، هذا إذا تم توظيفها بمنهجية واحترافية كبيرة.

بشكل عام، جاذبية المعارض العقارية تضاءلت وتراجعت جداً، لقلة التسويق لها، وهذا واحد من الأسباب التي تؤثر سلباً على حركة الزوار، فمن يتحمل المسؤولية الآن؟ سؤال يجب البحث عن إجابة مقنعة وحل مُرضٍ له.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر