أحلى ما في العيد

أمل المنشاوي

مكة والبيت الحرام ومواكب الحجيج والأكف التي تطرق بالدموع والدعاء أبواب السماء، وذاك النور الذي يغمر القلوب يوم عرفة والصيام والقيام.

تكبيرات العيد وبهجة الصغار ولون الفرح فوق ثيابهم الجديدة، وزيارات الأهل، وتبريكات الجيران والأصدقاء، ولمة العائلة حول مائدة اليوم الأول.

تسامح النفوس وتصالح المتخاصمين، ووصل الود وصلة الرحم مع الغائب والمسافر والبعيد، ورنين الهاتف كل وقت، ورسائل الحب التي تخرج من القلب مباشرة نحو القلب.

رائحة البخور والعطور التي تملأ البيوت وزهو النقود الجديدة وانتظار العيدية والحلوى والضحكات الصافية والوجوه البشوشة، والأمنيات بدوام الصحة والعافية بأن يُعاد علينا أعواماً عديدة بألف خير.

الراحة من التعب، ومعايدة من نحب، وكسر الملل ومتعة الاستيقاظ بلا عجلة، وعدم استعجال الوقت، والسهر حتى الفجر اتكالاً على عطلة الغد.

فوضى الزحام الجميل في الشوارع والمراكز التجارية والمطاعم والمقاهي، وفترات الانتظار في مناطق الألعاب التي تمضي سريعاً بلا تذمر أو شكوى، وبراح الصدور الذي يحرص به كل منا على الآخر إكراماً لقدومه الميمون.

هكذا العيد، وهذا أحلى ما فيه، خصوصاً عيد الأضحى كل عام، لما يصاحبه من مشاعر مقدسة وأيام رحمات وفرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله جل وعلا، وإراحة الأبدان من عناء الدنيا وقسوتها.

أحلى ما في العيد أنه يعلمنا الامتنان لفيض النعم التي تحيط بنا، ويُعرفنا قيمة الأمان، ويخبرنا بأن كل الأيام الهانئة عيد، وكل الأوقات التي يغمرنا فيها المولى بلطفه وستره عيد، وكل الصباحات التي استيقظنا فيها بصحة وعافية عيد.

أحلى ما في العيد أنه يُشعرنا بأن هناك من يحتاج أن نشاركه الفضل والخير، ويطهر أنفسنا من الأثرة وحب الامتلاك والتميز والتباهي والتعالي على الخلق، ويخبرنا بمروره السريع. كم هي قصيرة تلك الرحلة وذاك البقاء!

أحلى ما في العيد الحرص على راحة الناس وسعادتهم، وإدخال السرور على قلوبهم بتيسير حياتهم وتوفير احتياجاتهم، وهو ما نلمسه واقعاً جميلاً هنا في دولة الإمارات، يجعلنا جميعاً ممتنين لهذا البلد الطيب.

أدام الله عليكم الأعياد دهوراً، ولسان حال كل منكم يردد «والعيد يملأ أضلعي عيدا».

amalalmenshawi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر