القيادة المُلهِمة

محمد سالم آل علي

لقد برهنت دولة الإمارات على التزامها الثابت بالتقدم والابتكار وتمكين المواطنين، ولعل كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي ألقاها في متحف المستقبل خلال «خلوة الشباب 2024»، أمام أكثر من 200 شاب وشابة إماراتيين، جسدت مقدار اهتمامه وتفانيه في رعاية الجيل القادم، لاسيما حين استهل سموه تلك الكلمات بقوله «بادر لا تنتظر.. بلادكم مليئة بالفرص، ومستقبلكم مشرق، بإذن الله»، ما يجعلها دعوة صريحة تعكس إيمان سموه الراسخ بالإمكانات اللامحدودة للشباب الإماراتي، وبالدور المحوري الذي يلعبونه وسيلعبونه في تشكيل مستقبل الدولة المشرق والبرّاق؛ فتلك الكلمات تأتي ترجمة لنهج سموه الرؤيوي الذي يمزج ما بين الطموح والاستراتيجيات الرشيدة القابلة للتنفيذ. هذا النهج الذي يتردد صداه بعمق في صدور الشباب معززاً من تطلعاتهم المستقبلية، ومزوداً إياهم بثقافتي الابتكار وريادة الأعمال.

إن هذا النهج السديد يتجلى في العديد من البرامج والسياسات الوطنية الرامية إلى تسخير الطاقات الإبداعية للشباب الإماراتي ودمجها في النطاق الأوسع للتنمية الوطنية، ولعل خلوة الشباب نفسها شهادة على المسار الحكيم والرائد لحكومة دولة الإمارات، والذي يقوم على توفير منصة للشباب يتواصلون فيها مع قيادتهم، ويتبادلون الأفكار؛ وما أخصبها من بيئة مواتية تنمو فيها مواهب الشباب وتتطور، وتتعزز فيها ثقافات التمكين والابتكار، فمن خلال ورش العمل والمناقشات والجلسات التفاعلية المتنوعة، يستكشف الشباب إمكاناتهم الحقيقية ويطورون مهارات جديدة تمكنهم من الإسهام الفعال في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، وبما يتماشى أيضاً مع الرؤية الأوسع لدولة الإمارات وهدفها المتمثل في تحقيق التنمية المستدامة.

وفي الختام، فإن مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المباشرة مع الشباب، من خلال مبادرات مثل الخلوة الشبابية أو غيرها من المبادرات والبرامج، تُظهر جانباً من نظرته الثاقبة وحرص سموّه اللامحدود على فهم تطلعاتهم ومعالجة تحدياتهم، كما أن إنشاءه لمؤسسات مثل دبي للمستقبل ومبادراتها الرائدة مثل برنامج مسرعات دبي للمستقبل يؤكد التزامه تلك الرؤية الرشيدة التي لا تشجع على التفكير الإبداعي والتقدم التكنولوجي فحسب، بل تخلق حالة من الإلهام لدى أجيال الشباب يحلمون فيها بأحلام كبيرة تقودهم إلى إنجازات أكبر وأعظم؛ وبما أن الابتكار هو جزء لا يتجزأ من رؤى القيادة الرشيدة، فستبقى دولة الإمارات منارة وراية خفّاقة يصبو إليها الجميع في مشهد عالمي يسوده المبدعون.

* مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
 

تويتر