الانحياز اللغوي في خوارزميات الذكاء الاصطناعي

د. كمال عبدالملك

في عصر يتميز بالاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، بدأت الأبحاث تكشف عن ظاهرة تسللت دون أن تلتفت إليها الأنظار بشكل كافٍ. تُعرف هذه الظاهرة بالانحياز اللغوي، حيث تظهر خوارزميات محركات البحث إلى جانب غيرها، على أنها «محايدة» أو على الأقل تلتزم الموضوعية، لكن الحقيقة تكشف عن شيء آخر تماماً.

وفقاً للدراسات الحديثة التي أجريت في جامعة هارفارد، فإن استجابات محركات البحث عبر الإنترنت تختلف بشكل كبير تبعاً للغة التي يتم البحث بها، والموضوع المطلوب. على سبيل المثال، إذا بحث مستخدم باللغة الإنجليزية عن «الليبرالية»، فمن المرجح أن يحصل على نتائج إيجابية تتركز على قضايا حقوق الإنسان والاقتصاد السوقي الحر، بينما إذا بحث باللغة الصينية، فمن المرجح أن يجد انتقادات شديدة لليبرالية ترتبط بشدة بالنيوليبرالية.

الباحثون يحذرون من أن هذا الانحياز اللغوي يمكن أن يؤدي إلى تقسيمات اجتماعية وسياسية عميقة بين الشعوب والدول. فالمستخدمون، بغض النظر عن لغتهم، يعتقدون عادة أن محركات البحث تقدم لهم صورة شاملة وموضوعية عن المعلومات.

يقول باحثون في جامعة هارفارد إنهم أجروا بحثاً عن عدد من المصطلحات المعقدة - مثل الليبرالية - لتسليط الضوء على هذه الظاهرة. وتبين أنه بالفعل تختلف النتائج بشكل كبير حسب اللغة المستخدمة، ما يعزز فهمنا لأنظمة الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها في الحياة الاجتماعية.

بالنظر إلى المستقبل، فمن المهم تطوير تقنيات جديدة للحد من هذا التحيز اللغوي.

* باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر