القوي الأمين
هكذا هي القيادة الرشيدة حريصة على جعل مهام الدولة والشعب بأيدي القدرات القوية الأمينة المواكبة للتطور والتفوق، من أجل تحقيق ما تصبو إليه في خططها المستقبلية التي رسمتها بدقة عالية وحكمة بالغة وشفافية كافية، ولا أجدر لهذه المهام من الرجال الذين تخرجوا في مدرسة القيادة الرشيدة، أدام الله عزها وسؤددها.
المدرسة العريقة التي خرّجت وتُخرّج الأكفاء المؤهلين لقيادة أمم، فضلاً عن قيادة شعب.. المدرسة التي شهد لها العالم بنبوغها وحكمتها وسعة أفقها وكبير طموحها، فضلاً عن واسع خيرها وبالغ أثرها، هذه المدرسة التي أسسها المرحوم المبارك الشيخ زايد بن سلطان، عليه من الله الرحمة والغفران، وأخوه الشيخ راشد بن سعيد - أسعده الله في آخرته أفضل مما أسعده في دنياه - هذه القيادة التي خرّجت رجالاً قبل أن تنشئ دولة، وأنشأت حضارة لا تعرفها دول كثيرة قريبة كانت أو بعيدة، وصنعت تطوراً لا يتصوره الكثير، فضلاً عن أن يعملوا مثله، ولا تزال هذه المدرسة العامرة تُذكي تطورها وحضارتها ورقيّها برجال أقوياء أذكياء، أمثال سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، الذي اختارته القيادة الرشيدة لقيادة أهم وزارة سيادية هي وزارة الدفاع، واختارته كذلك ليكون نائباً لرئيس مجلس الوزراء، يشدّ أزره ويحمل همّه، وأمثال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية ليكون نائباً لرئيس الوزراء، ويكون نعم الظهير والنصير والمشير. هذان الرجلان اللذان حظي بهما مجلس الوزراء في التشكيل الجديد، هما رجلا الوقت والمستقبل المشرق، لما يحملانه من مؤهلات قيادية رائدة هي محل إعجاب الشعب والمطلع على بلدنا الراقي اقتصادياً وحضارياً وسياسياً وتقنياً وعسكرياً وأمنياً وغير ذلك، فكان اختيارهما لهذين المنصبين الكبيرين تتويجاً لاستحقاق مشهود وتطلع منشود.
إن تهانينا وتبريكاتنا لسموهما هي مباركة للقيادة الرشيدة التي أنجبت رجالاً كباراً كهذين الرجلين الكبيرين الفارسين، وهي مباركة كل الشعب، بل كل من عرف هذين الشيخين الكريمين المباركين. وبقدر ما هي تهنئة ومباركة، فإنها دعاء لله عز وجل أن يكون لهما معيناً ومؤيداً ونصيراً، وأن يحفظ القيادة الرشيدة التي أعطت القوس باريها، والمهام العظيمة لمن فيه صفة العظمة المعهودة والهمة.
حفظ الله القيادة الرشيدة وزادها توفيقاً وعوناً.
*كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه