الألعاب الإلكترونية.. تسلية بريئة أم خطر حقيقي؟
انتشار الألعاب الإلكترونية بين طلاب الجامعات والمراهقين والأطفال في تزايد مستمر، وبات معروفاً أن هذه الألعاب تؤثر بشكل سلبي في صحتهم النفسية والجسدية، وتنعكس سلباً على أدائهم الأكاديمي وتحصيلهم الدراسي. ومع انتشار هذه الألعاب وما تحتويه من عوامل جذب وخداع نفسي، يجد الطلاب أنفسهم منغمسين في عالم افتراضي بعيد كل البعد عن واقعهم اليومي.
هذا بالطبع يزيد من عزلتهم الاجتماعية وشعورهم بالوحدة، وهناك الكثير من الجهات الصحية المختصة تصنف الانغماس في هذه الظاهرة تحت مسمى «الإدمان على الألعاب الإلكترونية».
ومعظم مدمني الألعاب الإلكترونية نجدهم في حالة غياب تام عن المجتمع، إذ ينشطون ليلاً ويكسلون نهاراً، ما يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي.
للتعامل مع هذه المشكلة، يعد العلاج المعرفي والسلوكي من أنجع الطرق لعلاج الإدمان على الألعاب الإلكترونية، وهذا العلاج يساعد اللاعبين على معرفة أسباب إدمانهم وإقناعهم بأن ما يقومون به هو إدمان.
ويعمل هذا العلاج أيضاً على تطوير استراتيجيات للتغلب عليه.
ويعد الأهل اللبنة الأساسية في معالجة إدمان أبنائهم على الألعاب الإلكترونية، وإنشاء ممرات تواصل مفتوحة وصريحة مع أبنائهم، لفهم ما يعانونه من مشكلات وتحديات، ومحاولة حلها، مع التنبّه مبكراً لسلوك أبنائهم وتشجيعهم المستمر على الانخراط في هوايات وأنشطة مختلفة، بعيداً عن الشاشات، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والانضمام إلى النوادي الرياضية أو الثقافية لتطوير مهارات جديدة، والتواصل مع الآخرين بشكل إيجابي.
وبالنسبة للمراهقين الذين يرون أن لعب الألعاب الإلكترونية بشكل مفرط هو شيء طبيعي وليس إدماناً، فإن التعامل معهم يحتاج إلى نهج خاص. وتوضيح الفرق بين الاستخدام الطبيعي والإدمان، وتقديم أمثلة واقعية عن الأشخاص الذين تأثرت حياتهم سلباً بسبب الإدمان على الألعاب.
وفي النهاية، فإن الاعتراف بخطر إدمان الألعاب الإلكترونية، واتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل معه، ضروري لضمان عودة الطلاب إلى مسار حياتهم الطبيعي والتمتع بحياة متوازنة وصحية.
• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي