ظل بارد

الدكتور هشام الزهراني

تكلمنا في العمود السابق عن مشاريع المياه التي يعد فصل الصيف فرصة مناسبة لتوفيرها، لازدياد حاجة الناس إلى تناول السوائل، وذكرنا جملة أحاديث حضّت وشجعت المسلم على تلك المشاريع.

ولا يعني ذلك أنها المشاريع الوحيدة في هذه الأيام، بل لك أن تُطلق عنان فكرك بعيداً لتخرج بأفكار جميلة ومهمة في الوقت ذاته، في ظل تطور الحياة وتوفر وسائل جديدة تمنح الراحة ورغد العيش.

ففكرة توفير مظلات اليد التي لا يدرك الكثير أهميتها في فصل الصيف، فلا يستخدمونها إلا في الأجواء المطيرة، سوى فئات قليلة من السيدات.

في حين أن التعرض لأشعة الشمس المباشرة قد يصيب الإنسان بأضرار كالمياه البيضاء في العين، وحروق الجلد وجفافه، وغير ذلك من المضار، فلو وفّر إنسان هذه المظلات وأهداها للناس يستفيدون منها، خصوصاً في منتصف الظهيرة، ففيه تنبيه لهم أولاً إلى أهمية الوقاية من أشعة الشمس، وثانياً تقديم الأسباب المانعة من وقوع الأضرار المتعلقة بالصحة على البدن، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

ومن المشاريع والمبادرات الصيفية تفقّد بعض ساحات الصلاة خارج المساجد، فقد وفقت الهيئات والدوائر المختصة في الدولة إلى توفير المظلات لتلك الساحات، منعاً لأشعة الشمس المباشرة. وأهل الصحراء يعرفون للظل قيمته في حياتهم، لكن ماذا لو أضفنا إليها أجهزة التبريد كالمكيفات التي تعمل بالماء، بحيث لا تستخدم إلا وقت صلاة الجمعة لعدم الحاجة إليها بعد ذلك. ومعروف أنها أجهزة يمكن نقلها بسهولة، فلو تعهد إنسان مسجداً من المساجد بتوصيل المكيفات إليه أسبوعياً، ثم إرجاعها حفاظاً عليها من التلف، أو وضعها في مكان آمن في المسجد، فإنه سيقدم عملاً جديراً بالثناء، وخدمة مهمة لرواد المساجد، مع ضرورة مراعاة المساحة أولاً للتأكد من تحقيق المكيف لغرضه في الموقع، لأنه كما أسلفنا لا فائدة من تقديم مياه شرب غير باردة للناس في الجو الحار، وكذلك وضع أجهزة تبريد تصدر صوتاً ولا نرى فائدة أو أثراً لها، ما يؤدي إلى ضياع المال والجهد.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر