«الفاخرة» أم «المتوسطة».. عقارات دبي إلى أين؟

المتتبع لوتيرة المشروعات العقارية الجديدة في دبي خلال العام الماضي والأشهر التي مرت من العام الجاري، يلاحظ بوضوح استحواذ المشروعات العقارية الفاخرة وذات العلامات التجارية على الحصة الكبرى من المشروعات المطروحة، مقابل حصة ضئيلة جداً للمشروعات الموجهة لذوي الدخل المتوسط التي كانت قبل سنوات تنال حصة الأسد.

قد نتساءل: لماذا هذا التوجه بالضبط؟ وما تأثيره على الفئة المتوسطة وذات الدخل المحدود والسوق؟ يمكن القول بوضوح إن السوق تستعيد بداياتها قبل 12 سنة تقريباً، حينما طغت آنذاك العقارات الفاخرة على المشهد العقاري، لكن بحسب التجربة، فقد لاحظنا أن الطلب على العقارات الفاخرة تراجع كثيراً، وتعالت الأصوات المطالبة بتوفير عقارات متوسطة لتتغير وجهة المطورين نحوها. ولا يمكن الإنكار أنها حرّكت السوق بقوة، وجذبت العديد من المستثمرين والمشترين الدوليين والمقيمين خصوصاً، وازداد التوجه إلى هذا النوع من العقارات، وفي المقابل تراجع الاهتمام بالعقارات الفاخرة، لتسجل بعدها السوق فائضاً في المعروض المتوسط وندرة في العقارات الفاخرة.

في عام 2020، ارتفع الطلب على العقارات الفاخرة، وبرزت الإمارات ودبي كمنطقة مفضلة لرجال الأعمال والأثرياء ومستقرة اقتصادياً وسياسياً، وتقريباً نفد كل مخزون السوق للسنوات الماضية من العقارات الفاخرة، لتبدأ الأصوات تتعالى مجدداً حولها، ويبدأ المطورون من جديد في التركيز على هذا النوع في مشروعاتهم، وتدخل السوق مرحلة جديدة من «الفخامة».

اليوم أصبحت السوق متاحة بنسبة كبيرة للفئة الثرية، وسط غياب شبه تام للفئة المتوسطة إلا من خلال بعض المشروعات المطروحة هنا وهناك، وطبعاً تبتعد كلياً عن المناطق التي تصنف حالياً من فئة المناطق الراقية مثل «الجداف» و«الخليج التجاري»، مع العلم أن هذه المناطق كانت وجهة المشروعات المتوسطة.

كقراءة مستقبلية لهذا الواقع قد تنقلب المعادلة في السوق للمطالبة مجدداً بمشروعات متوسطة مع وجود نسبة كبيرة من الراغبين في التملك من هذه الشريحة، لاسيما المقيمين منهم من موظفين وحاصلين على الإقامة الطويلة الذين يخططون للاستقرار النهائي في الدولة، لكن قلة المشروعات ذات الأسعار المعقولة وارتفاع أسعار الفائدة أثرا سلباً على قراراتهم، وهنا تخسر السوق فرصة من فرص النمو.

لذلك يجب الانتباه إلى هذه النقطة وضبط نوعية المشروعات لخلق مزيج متنوع من الطلب دون رفع كفة على حساب أخرى، وخسارة محتملة لشريحة معينة من متعاملي السوق.. أتفق أن حالياً هي سوق العقارات الفاخرة والمشترين الأثرياء لكن هذا لا يعني إغراقها بهذه المشروعات وتجاهل «المتوسطة».

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة