معرض الكتاب في مكتبة الإسكندرية

د. كمال عبدالملك

مكتبة الإسكندرية، المعروفة أيضاً باسم «بيبليوتيكا» الإسكندرية، ليست مجرد مستودع للكتب، بل مركز للتعلم والبحث والحوار الثقافي، تأسست في عام 2002 بالقرب من موقع المكتبة القديمة للإسكندرية، التي كانت واحدة من أكبر وأهم المكتبات في العالم القديم.

أصبح معرض الكتاب السنوي، الذي يُقام في مكتبة الإسكندرية، حدثاً كبيراً في التقويم الثقافي المصري، حيث يجذب الناشرين والكتّاب وعشاق الكتب من جميع أنحاء العالم. شملت فعاليات هذا العام مجموعة متنوعة من الأعمال الأدبية، تغطي مختلف الأنواع واللغات، ما يعكس التزام المكتبة الاحتفال بالأدب العالمي، وتعزيز القراءة بين جميع الفئات العمرية.

تقام الدورة الـ19 لمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في الفترة من 15 إلى 28 يوليو 2024، يومياً من الـ10 صباحاً إلى الـ10 مساءً. ويضم المعرض هذا العام 77 دار نشر مصرية وعربية، كما خُصص جناح للطفل يضم أكثر من 10 دور نشر متخصصة في كتب الأطفال.

بجانب معرض الكتاب، نظمت المكتبة سلسلة من الفعاليات الثقافية، بما في ذلك النقاشات الأدبية، وقراءات الشعر، والمعارض الفنية، والعروض الموسيقية. هذه الفعاليات لا تعرض إرث مصر الثقافي الغني فحسب، بل تسلط الضوء أيضاً على آراء العالم المعاصر، ما يعزز الحوار الثقافي المتبادل والتفاهم بين المشاركين.

كما أُضيف جناح سور الأزبكية ليكون من ضمن أجنحة المعرض، مراعاة للشباب الذين يريدون الحصول على كتب رخيصة الثمن إلى حد ما، وبالفعل يشهد هذا الجناح إقبالاً كبيراً من الشباب والكبار للحصول على الكتب المختلفة، خاصة أن بين أروقته كتباً نادرة ليس من السهل العثور عليها في أي دور نشر، نظراً لنفادها وعدم طباعتها مجدداً. ويحرص المعرض كل عام على استضافة دولة كضيف شرف، يتم تسليط الضوء على ثقافتها وتراثها والمعالم الرئيسة لرموزها ومفكريها.

حضرت ندوات عدة خلال معرض الكتاب هذا في مكتبة الإسكندرية، واستمتعت بندوة «الأندلس بين الرواية والتاريخ» التي شارك فيها الدكتور محمد الجمل، مدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية، والأستاذة نوال مصطفى، الصحافية بجريدة الأخبار، حيث تناول الدكتور محمد الجمل بالشرح معالم تاريخ الأندلس من الفتح حتى سقوط غرناطة، وما خلفته الحضارة الإسلامية من تراث حضاري ومعماري في المدن الأندلسية. وتحدثت الأستاذة نوال مصطفى عن رحلاتها إلى المدن الأندلسية في إسبانيا، وتأثرها في روايتها «وكأنه الحب» عن قصة حب بين مصرية وإسباني.

* باحث زائر في جامعة هارفارد

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر