المعسكرات الخارجية للأندية

حسين الشيباني

انطلقت معظم معسكرات أنديتنا الخارجية بداية الشهر الجاري، إذ لها فوائد وأهمية كبيرة، وليس كما يعتقد البعض من الشارع الرياضي بأنها عادة سنوية وليس لها فوائد، وتبذير وصرف الملايين في غير مكانها.

الحقيقة أن المعسكرات مهمة جداً لجميع الأندية التي ترغب في المنافسة سواء على لقب الدوري والقاري والعالمي والخليجي أو حتى البقاء ضمن الكبار والابتعاد عن شبح الهبوط، فالإمكانات المتوافرة في المعسكرات الأوروبية، وكذلك الأجواء الرائعة هناك، تساعد كثيراً على رفع مستوى اللياقة للاعبين من معدات وأجهزة رياضية وطبيعة وأجواء خلابة، تتيح للمدربين إجراء العديد من التدريبات على فترتين صباحية ومسائية بدلاً من التدريبات المحلية بعد غروب الشمس، نظراً للأجواء الحارة صيفاً.

ومن المفيد كذلك في معسكرات الأندية، هو إقامة المباريات الودية مع الفرق الأوروبية الكبرى، وربما كُلفة استقدام فريق واحد من أوروبا لملاعبنا لإقامة مباراة ودية، تفوق كُلفة إقامة معسكر كامل للفريق يمتد لثلاثة أسابيع في إحدى الدول الأوروبية، والأهم من ذلك هو وجود معظم الأندية الخليجية في أماكن المعسكرات الخارجية نفسها، وسهولة إقامة مباريات ودية قوية تستفيد منها الأندية الإماراتية بشكل خاص والخليجية بشكل عام على عكس ما كان يحصل للأندية سابقاً بعدم توافر جودة المباريات الودية.

والأهم هو بداية المعسكر بالشكل الصحيح بالتعاقد مع الجهاز الفني ومساعديه واللاعبين الأجانب حتى يبدأ موسم الفريق بالشكل الصحيح، وكذلك رفع المعدل اللياقي للاعبين في بداية الدوري، خصوصاً الأسابيع الأولى منه حتى لا يتكبد الفريق مشكلات فنية وطبية بعد ذلك.

إقامة المعسكرات كذلك تساعد على ضبط العديد من الأمور كمواعيد النوم والتغذية وأداء التدريبات بشكل جدي، والالتزام بالمواعيد من قبل اللاعبين، كما تساعد المعسكرات الخارجية في زيادة الألفة والانسجام بين اللاعبين، بسبب وجودهم الدائم مع بعضهم طوال فترة المعسكر والارتياح الكبير للاعبين، وكذلك تجعل اللاعبين أكثر تقبلاً للقرارات والالتزام بالتعليمات الإدارية والفنية.

المعسكرات الخارجية هذا الموسم تصب في مصلحة المنتخب الوطني الأول، إذ يرى مدرب المنتخب بينتو بأن إعداد لاعبي الأبيض يكون مع أنديتهم التي تعسكر خارج الدولة وعلى ذلك يبني بينتو خطته الإعدادية للأندية، لخوض غمار التصفيات الحاسمة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.

وستخوض الأندية جولة في كأس مصرف أبوظبي الإسلامي، وجولة في دوري أدنوك للمحترفين في أغسطس قبل خوض المنتخب مباريات تصفيات كأس العالم، لذا يجب على مدرب المنتخب والطاقم الفني المساعد له، متابعة كل تفاصيل إعداد اللاعبين بشكل دقيق وبالأرقام وفق تقارير فنية من مدربي الأندية الإماراتية، خصوصاً تقرير الجانب البدني ومدى جاهزية كل لاعب للاعتماد عليهم في أول مباراتين أمام قطر وإيران، لأن عامل اللياقة البدنية يكون الفيصل في حسم نتيجة المباراتين لمصلحتنا.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
 

تويتر