ماذا لو أصبح الذكاء الاصطناعي في كل مكان؟
شهد العالم في الآونة الأخيرة تسارعاً مطرداً في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي باتت معروفة بـ(AI)، الذي بدأ بدوره يتغلغل في كل مجالات الحياة، وبتنا نشهده في أمور حياتنا اليومية.. فلنتخيل للحظة ماذا سيحدث لو وصل الأمر إلى سيطرة الذكاء الاصطناعي بشكل كامل على حياتنا؟ يرد هذا السيناريو في أذهان كثيرين هذه الأيام، ويجلب معه الكثير من التساؤلات حول التغييرات التي قد تحدث في محيطنا وحياتنا اليومية، وكيف ستبدو.
إن المتغيرات المحتملة في طريقة معيشتنا وأداء أعمالنا قد تكون غير مألوفة، وعلى سبيل المثال، قد تتغير طريقة تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات، لأن بإمكان الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الصحية بشكل لحظي ودقة فائقة، بل يمكن أيضاً التنبؤ مسبقاً بالأمراض والمساعدة على إعطاء توصيات طبية ووصفات أدوية تناسب كل شخص بحد ذاته. وسنشهد تحولاً في وسائل النقل التي بتنا نراها في عالمنا من أنظمة ذاتية القيادة، التي من شأنها أن تقلل من حوادث الطرق وتخفيف الأزمات المرورية، والتنبؤ بحركة السير، ما يحسن كفاءة وسائل النقل.
ويعد سؤال: هل ستتلاشى بعض الوظائف لمصلحة الذكاء الاصطناعي؟ من أكثر الأسئلة شيوعاً.. والإجابة نعم، فمن المتوقع أن تختفي بعض الوظائف التقليدية التي تعتمد على مهام روتينية، والخدمات اللوجستية وتوصيل الطلبات وخدمة العملاء، لتحل محلها الروبوتات على خطوط الإنتاج، والسيارات ذاتية القيادة والدرون، وروبوتات الدردشة الإلكترونية.
وبالمقابل، تثير سيطرة الذكاء الاصطناعي على الحياة البشرية مخاوف عديدة، من أبرزها انتهاك الخصوصية، لأن تمكن الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى البيانات الهائلة وجمعها يثير مخاوف، من حيث الخصوصية والأمان.
لكن بالمقابل، فالاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى التواكل وتراجع المهارات البشرية.
لذا يجب التعامل مع الخطوات المتسارعة لنمو الذكاء الاصطناعي بحذر، من خلال تشجيع الشركات على تبني خطط تجمع بين العامل البشري والذكاء الاصطناعي، ووضع أطر أخلاقية وتنظيمية لاستخدامه.
• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه