التزييف العميق والإعلانات العقارية

يعتبر «الاستنساخ الرقمي» أو «التزييف العميق» من أهم سلبيات الذكاء الاصطناعي المتقدم التي يواجهها سوق الإعلانات اليوم عموماً، والإعلانات العقارية بشكل خاص. وتعتمد هذه التقنية على نسخ «طبق الأصل» لشخصيات معروفة وأصواتها لنشر إعلانات مضللة ووهمية، هدفها النصب والاحتيال، ما يعني أننا أصبحنا اليوم نواجه نوعين من الإعلانات المضللة العقارية: النوع التقليدي الذي يقدم معلومات كاذبة وخطأ، والنوع المعاصر أو الحديث، إن صح التعبير، الذي يعتمد على تقنية «التزييف العميق». وبحسب علمي، يعد هذا الأخير الأخطر لمن لا يحسن كشف هذه التقنية، كونه يركز على استخدام وجوه وأصوات شخصيات معروفة وموثوق بها، ما يكوّن نوعاً من الثقة بمصداقية هذه الإعلانات لدى المتعاملين.

إن المخاطر المرتبطة بـ«التزييف العميق» (Deepfake) في الإعلانات العقارية كثيرة ومتعددة، وسلبياتها أكثر من إيجابياتها، ما يوجب على الجهات المعنية التحرك لاتخاذ تدابير وقائية ووضع قوانين تنظيمية، لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وضبط تجاوزاتها في الإعلانات العقارية لتعزيز حماية المستثمرين وحقوقهم، والسوق من مخاطرها المحتملة وانعكاساتها السلبية على سمعة القطاع العقاري.

يمكن استخدام «التزييف العميق» لإنشاء صور أو فيديوهات مزيفة للعقارات، وخداع المشترين المحتملين بشأن حالة العقار، وموقعه، أو ميزاته، كما يمكن استخدامه لإظهار مواصفات غير حقيقية للعقار، مثل وجود مساحات أكبر، أو مناظر غير موجودة في الحقيقة.

لذلك، من الضروري لفت الانتباه إلى هذا النوع من الإعلانات، وتقديم التوعية اللازمة للمتعاملين وطرق التحقق من مصداقية المعلومات العقارية، التي تتمثل أولاً في معرفة اسم الجهة المعلنة، وطلب بطاقة الوسيط، ورقم تسجيل المشروع، والاستعلام عن مطور أو مالك العقار، وكل ذلك تقريباً يتم من خلال القنوات الرسمية للهيئات التنظيمية للقطاع العقاري.

وللعلم، كما هناك تقنيات للتزييف، فإن هناك تقنيات أخرى تستخدم للتحقق من صحة الصور والفيديوهات، وبرامج للكشف عن «التزييف العميق»، ويمكن حتى كشفها من خلال التدقيق على الإعلان بوجود حركات غير طبيعية أو ملامح غير متطابقة مع نبرات الصوت. بين الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي والحماية من مخاطره، تظل الحماية القانونية ووضع معايير وضوابط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال هي الحل، فضلاً عن تعزيز مستوى التوعية بممارسات «التزييف العميق» وتشجيع الممارسات الأخلاقية، والالتزام بالشفافية في صناعة الإعلانات العقارية، وردع المخالفين.

ismailalhammadi@

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه
 

الأكثر مشاركة