المرجع العقاري الموثوق

من حقك كشخص حرية التعبير، عبّر كما تشاء، لكن عبّر بما تعرف وتدرك، لا بما لا تعرف، ابحث جيداً، وقارن بين معلوماتك والمستجدات حولها أولاً ثم قم بنشرها.

رسالة أوجهها لكل من يتخذ اليوم منبراً له على منصات التواصل الاجتماعي، لتقديم النصائح والمعلومات عن القطاع العقاري.

هناك نصيحة متداولة حالياً تقول «لا تصدق كل ما تسمع ولا تصدق كل ما تراه عبر منصات التواصل الاجتماعي».

ارتأيت أن أطرح هذا الموضوع، لألفت النظر إلى نقطتين مهمتين، النقطة الأولى، هي التنبيه إلى خطورة ما يتداوله البعض من معلومات مغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي عن القطاع العقاري. والنقطة الثانية هي تحفيز متلقي المعلومات عبر هذه المنصات، على البحث والاستفسار، وغربلة معلوماتهم، للحصول على المعلومة الصحيحة والموثوقة. فحجم الخطر اليوم في تداول المعلومة المغلوطة، يعادل حجم خطر أزمة مالية تضرب القطاع.

أقول لكم شيئاً، نسبة كبيرة من المعلومات العقارية المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعيدة عن التشريعات المنظمة للقطاع العقاري، والذين ينشرون هذه المعلومات، لا يعرفون عن المستجدات القانونية شيئاً.

عندما تنشر محتوى بعيداً عن الوضع العقاري الحالي، وبعيداً عن الواقع تماماً، فأنت هنا تقتل المعلومة العقارية الصحيحة، وتحجب أو تشوّه الحقيقة لدى جمهور القطاع العقاري، وهذا بدوره يفقدهم الثقة، بشكل أوضح. أنت هنا تُفقد السوق سمعتها وثقتها، وإذا ظهر شخص آخر ونفى معلوماتك بحقائق وأدلة واقعية، فأنت هنا تهاجم سمعتك، وتخسر ثقة الآخرين بك، ولن تستمر في هذا المجال. ونصيحتي في هذه النقطة لك ولكل هؤلاء من هذه الفئة التي تهوى الشهرة وحصد متابعين فقط، اسأل قبل أن تتكلم، ابحث عن المعلومة الصحيحة، ليس عيباً أن تستفسر من خبراء القطاع الذين هم أعلم منك به، ثم انشر المعلومة.

أعرف أن ما قلته، سيغضب الكثيرين، لكن هذا هو الواقع، أعطِ المعلومة الصادقة والصحيحة، كن عنصراً مهماً في دعم سمعة السوق. وكلامي هذا لا ينفي وجود أشخاص وصنّاع محتوى عقاري، لهم مكانتهم وحجمهم في السوق، ومعلوماتهم موثوقة ومدروسة جيداً. هؤلاء لن تجد مواضيعهم تافهة أو سطحية، بل هي عميقة وهادفة، مثل هؤلاء يمكن اعتبارهم مرجعاً عقارياً موثوقاً، وقيمة مضافة للقطاع، لأنهم يدركون جيداً ما يتحدثون به، وعمّا يتحدثون، ومتى يتحدثون، وعلى قدر من المسؤولية في نشر أفكار وأطروحات ثم البحث عنها جيداً والتأكد منها.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة