الهندسة الوراثية في عصر الذكاء الاصطناعي
العالم يشهد نمواً متسارعاً في تكنولوجيا المعلومات، ويخطو خطوات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصاً نحو تشكيل مستقبل علم الجينات، الذي يستخدم في تحليل البيانات الطبية الجينية، ويسهم في تشخيص الأمراض وتحديد العلاج في وقت قياسي.
وشهدت الهندسة الوراثية تطوراً ملحوظاً بفضل الذكاء الاصطناعي وأصبحت تسهم في تحديد مواصفات المواليد بشكل دقيق.
وعلى الرغم من التطوّر الهائل في مجال الهندسة الوراثية، الذي مكَّنه الذكاء الاصطناعي من ذلك، إلا أن هناك أسئلة كثيرة ومتشابكة حول التحديات الأخلاقية والشرعية التي يجب معالجتها والإجابة عنها.
من جهة، يرى بعض العلماء أن التدخل في الجينات قد يكون ضرورياً للقضاء على الأمراض الوراثية وتحسين جودة الحياة.
ومن جهة أخرى، يخشى آخرون من أن يؤدي ذلك إلى استغلال التقنية لتحقيق مكاسب شخصية أو اقتصادية، ما ينجم عنه مشكلات اجتماعية وأخلاقية ودينية نحن في غنى عنها، وقد توجد تشريعات في بعض البلدان تنظم استخدام تقنيات هذه الهندسة بشكل صارم، حيث لا يُسمح بتعديل الجينات إلا لأغراض علاجية بحتة.
ولكن في المقابل، في بعض البلدان لاتزال القوانين غير واضحة بما يكفي، ما يفتح الباب أمام استغلال لا أخلاقي لهذه التكنولوجيا.
من هنا تكمن الدعوة الجادة إلى سن تشريع يكبح استغلال الذكاء الاصطناعي في هذه المسائل.
ويؤكد الخبراء أنه ستحدث ثورة في التنبؤ الجيني والبحوث الجينية في السنوات القليلة المقبلة، بسبب الذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل كميات ضخمة من البيانات وتحديد الأنماط التي قد يغفلها البشر.
ولكن مع هذا التطوّر يجب أن تأتي المسؤولية، لذا يجب استخدام هذه التقنية بحذر وتحت إشراف دقيق لضمان تحقيق الفوائد المرجوة منها دون المساس بالقيم الدينية والأخلاقية للمجتمع.
المستقبل مشرق بفضل هذه الابتكارات، لكن لابد من ضمان أن يكون التقدم في خدمة المجتمعات، من دون مساس بالقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية.
*أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه