العلامة الشخصية للوسيط العقاري

يوجد في دبي حالياً أكثر من 20 ألف وسيط عقاري مسجل بدائرة الأراضي والأملاك. الرقم ليس قليلاً ويعكس حجم المنافسة الكبيرة التي توجد في سوق الوساطة العقارية حالياً، لكن السؤال المطروح: كيف يمكن للوسيط أن يتميز بين هذا العدد الكبير من الوسطاء واختلاف جنسياتهم؟

هنا تلعب العلامة الشخصية للوسيط العقاري دوراً في التميز، وليس التميز فقط، فللعلامة الشخصية إيجابيات عدة على الوسيط، منها تعزيز الثقة وبناء العلاقات الطويلة الأمد.

العلامة الشخصية هي الهوية التي تمثل الوسيط العقاري، وتعتمد بشكل كبير على نقاط عدة تبدأ من: شخصيته، قيمه، أسلوبه المهني، خبراته. هذه الجوانب بالتدريج هي المزيج المكون للهوية التي تساعد المتعاملين على تمييز الوسيط عن غيره من المنافسين، وهي البنية الرئيسة للعلامة الشخصية التي تعتبر الأداة القوية المساعدة للوسيط في تحقيق أهدافه المهنية ونجاحه المتواصل في السوق.

بناء العلامة الشخصية ليس سهلاً وقد يتطلب وقتاً طويلاً، لكنه ليس صعباً في الوقت نفسه، وتبدأ أولى خطواته من خلال مصداقية الوسيط مع المتعاملين، وتحديد مبادئه وقيمه الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها في تعامله مع الآخرين.

ومن خطوات بناء العلامة الشخصية كذلك والتي يغفل عنها الكثير: التخصص في مجال عقاري معين أو في منطقة معينة. قد تكون هذه الخطوة من أهم الخطوات المهمة في المفهوم الحديث للعلامة الشخصية للوسيط وفي المجال العقاري بشكل عام، لكنها تحقق انتشاراً واسعاً للوسيط، فعندما يرغب المتعامل في معرفة خبايا منطقة معينة يذهب مباشرة لهذا الوسيط، وعندما يريد شراء أرض يذهب مباشرة لوسيط متخصص في هذا النوع، والحديث نفسه ينطبق على الأنواع الأخرى، لأن التخصص في مجال واحد يمنح الوسيط تعمقاً فيه، ما يجعله أنسب شخص في نظر المتعاملين لتنفيذ خططهم الاستثمارية.

من الخطوات المساهمة كذلك في تعزيز المفهوم الحديث للعلامة الشخصية والتي يمكن اعتبارها أساسية: التخصص في التعامل مع مطور عقاري معين، بشرط أن يتمتع هذا المطور بسمعة حسنة في السوق.

بناء العلامة الشخصية أمر لابد منه للوسطاء العقاريين في الوقت الحالي، ومثلما دبي بحد ذاتها علامة تجارية، ولدى عقاراتها مكانة عالمية، فعلى الوسطاء الاجتهاد ليكونوا على الخط نفسه لمواكبة اتجاه سوقها العقارية.

@ismailalhammadi

Ismail.alhammadi@alruwad.ae

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.