أين يفشل الذكاء الاصطناعي أمام العبقرية البشرية؟

يدور العالم هذه الأيام في فلك الذكاء الاصطناعي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونعيش تطبيقاته في مختلف المجالات، كالطب والتعليم والصناعة، وغيرها.

منذ ابتكار مصطلح «الذكاء الاصطناعي» وتطور خوارزمياته، شهد العالم تطوراً ملحوظاً في التقنيات والخدمات والبنية التحتية التي أسهمت في تسهيل وتحسين حياة الفرد والمجتمع.

لكن على الرغم من القدرات الهائلة التي يوفرها، فإن هناك حدوداً واضحة يعجز عندها.

يفتقر الذكاء الاصطناعي حتى يومنا هذا إلى الإبداع والابتكار الحقيقي، رغم قدرته على كتابة أشعار وسرد روايات وقصص وتأليف أغانٍ وموسيقى من خلال تحليل الأنماط الموجودة في البيانات التي يتلقاها، لكن لايزال يفتقر إلى المقدرة على الإبداع الحقيقي النابع من خيال غير مسبوق كالإبداع البشري الذي يعتمد على التجربة والإلهام.

من زاوية أخرى، تعتبر العاطفة البشرية وفهم مشاعر الآخرين من أهم ما يتميز به الإنسان عن الآلة، ما يجعل الإنسان قادراً على بناء علاقات اجتماعية متينة. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قد يتعرف إلى العواطف في النصوص أو من خلال تحليل البيانات، فإنه لا يمكنه تجربة هذه العواطف أو التعبير عنها بطريقة حقيقية.

لاتزال هناك مهن تتطلب تدخلاً بشرياً وتفاعلاً مباشراً بسبب طبيعتها المعقدة، مثل التمريض والأعمال الحرفية والإخراج السينمائي.

هذه الوظائف تعتمد على التفاعل الاجتماعي، والفهم العاطفي، والقدرة على التكيف مع المواقف المتغيرة، وهي مجالات يظل البشر متفوقين فيها.

لاشك أن الذكاء الاصطناعي يمتلك المقدرة على تحسين وتسهيل حياة البشر، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل الإنسان بشكل كامل.

التركيب البشري الذي حباه الله تعالى للإنسان، مثل الإبداع، والتعاطف، والحكم الأخلاقي، والتخيل، يظل خارج نطاق إمكانات الذكاء الاصطناعي، لذا فإن المستقبل يتطلب التكامل بين الذكاء الاصطناعي والعنصر البشري لتحقيق التقدم والابتكار مع الحفاظ على القيم الإنسانية الأساسية.

• أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة