هل لاتزال تنتظر الفرصة الاستثمارية؟

بعد مرور أربع سنوات من آخر تراجع سعري للعقارات في دبي، والذي تم تسجيله بين 2020 و2021، هل لاتزال تنتظر قطار الفرصة الاستثمارية أم ركبته؟! يمكنني التأكيد لكم أنه لايزال هناك كثير ممن ينتظرون الفرصة للأسف، مع العلم أن تلك الفترة كانت مملوءة بالفرص ولاتزال الفرص متاحة حتى اليوم!

سوق عقارات دبي تحقق أرقاماً قياسية في جوانب عدة، وتسجل حالياً أعلى مستوى تاريخي لها في المبيعات العقارية، وفي طرح مشروعات جديدة، وأعلى مستوى لها في دخول مطورين عقاريين جدد، وفي طرح مشروعات ذات علامات تجارية، وأعلى مستوى تاريخي في بيع العقارات الفاخرة.

وقد أسهم في كل هذه الإنجازات مَن استغل الفرصة: المطور الجديد استغل فرصة الطلب فدخل سوق دبي، والمستثمر الجديد استغل الطلب فاشترى عقاراً، وهناك من استغل فرصة تعدد خيارات المطورين الجدد فاشترى وحدة عقارية، وهناك من استغل فرصة دخول العلامات التجارية العالمية فاشترى، وهناك من استغل فرصة تطوير مناطق جديدة مثل «جزر دبي» و«نخلة جبل علي»، وهناك من استغل ارتفاع أسعار الإيجارات ليشتري وحدة ويستثمرها، وهناك من استغل فرصة تثبيت أسعار الفائدة على القروض العقارية ليستثمر.. هناك آلاف القصص لمن أحسنوا اقتناص الفرص، ومع ذلك لايزال العديد يترقبها!

من هذا المنبر أقول: الفرصة الاستثمارية الحقيقية تتطلب منك أمرين أساسيين؛ الأول يتعلق بتوافر ميزانية للعقار الذي ترغب في امتلاكه، والثاني يتعلق باستشارة صحيحة توجهك نحو مبتغاك. فإذا كانت الميزانية والاستشارة الصحيحة متوافرتين فالفرصة بين يديك، ولا داعي لانتظارها، لأن الفرص تُصنع ولا تأتيك وأنت ثابت في مكانك.

في السوق اليوم العديد من الخيارات التي تسجل نمواً مستمراً، والاقتصاد بشكل عام يحقق نمواً متسارعاً ليصنف من أقوى الاقتصادات العربية، وفي وسط هذا النمو هناك فرص عليك البحث عنها والتعب من أجلها، مخطئ جداً من يقنعك بأن الفرص تُقدّم على أطباق من ذهب، أو من يقول لك: الزم مكانك وانتظر الفرصة لتطرق بابك. فالفرصة الاستثمارية أنت من تهيّئ لها الطريق وتخلقها لمصلحتك من نافذة صغيرة تفتح لك في سوق العقار، أنت من تبحث عنها وتستكشفها لتحوّلها إلى استثمار مجزٍ، حتى لو كانت كما يُقال «لا تملأ العين»، لكنّها قد تكون من أكبر الفرص التي استكشفتها في تاريخك الاستثماري، لذا لا تضيّع الوقت بالانتظار، وبادر بصنع الفرصة بنفسك، فالفرص التي توجد في السوق اليوم قد لا تتكرّر لاحقاً.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة