البقاء للأفضل

ولى زمن المجاملات وممارسة كرة القدم من أجل الرفاهية، في الوقت الذي تحولت فيه اللعبة إلى درجة بعيدة من الاحتراف، والاستراتيجيات والخطط التي باتت تحتاج إلى لاعبين يكرسون حياتهم من أجل الحصول على فرصة، والاستمرار في الملاعب.

كثير من الدول استفاد من مسألة التجنيس، وصنعت التاريخ، والنماذج عديدة، وبما أن اللوائح تسمح لنا بذلك، فلا يوجد مانع يقف أمام ما يشكل الإضافة لمنتخباتنا وأنديتنا بما يخدم مصالحنا، لاسيما أن معظم دول الشرق الأوسط لجأت إلى ذلك أيضاً، حتى التي تحظى بتعداد سكاني عالٍ.

هي «ليست مجرد كرة»، ولمسنا ذلك مؤخراً، عندما توج العين بلقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه، متفوقاً على كثير من الفرق التي صرفت الملايين من أجل اللقب القاري، وشاهدنا الفرحة التي عمت الشارع الرياضي بالإنجاز الإماراتي، وقبل ذلك الروح القتالية والرغبة التي افتقدناها في مشاركاتنا الخارجية بالنسبة لأنديتنا، وكذلك منتخباتنا.

ما يحدث من تحول في كرة القدم الإماراتية يعني أن مسألة أن تصبح لاعب كرة قدم ليست بتلك السهولة كما كان سابقاً، الآن المنافسة أصبحت صعبة، الخريطة توسعت، وهناك لاعبون يقاتلون من أجل الحصول على هذه الفرصة، ومن أراد أن يحصل عليها يجب أن يثبت نفسه، ويكرس حياته لكي يكون محترفاً، بدلاً من قضاء ساعتين في التدريبات والتسكع في المطاعم والمراكز التجارية بقية اليوم.

كما أن التغييرات الجذرية في مسابقات الاتحاد الآسيوي تجبرك على هذه النقلة، بعدما قرر الاتحاد فتح سقف عدد اللاعبين الأجانب تماشياً مع التطور الذي تشهده اللعبة عالمياً.

أيضاً من المفترض أن يسهم ذلك في رفع مستويات مسابقاتنا المحلية، وتقليل الفجوة بين جميع الفرق، لأنه بات من السهل أن تشكل فريقاً يحقق طموحاتك كإدارة، سواء بالمنافسة أو البقاء، ونأمل أن نشاهد كرة قدم حقيقية تليق بالنقلة، لأننا سئمنا التخبطات السابقة، وحان وقت الجد، والبقاء بات للأفضل.. وكما يقال لكل مجتهد نصيب

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

الأكثر مشاركة