هوية الأندية

يوسف الأحمد

التحوّل في شكل وهوية الأندية سيلقي بظلاله على ساحة المواجهات المحلية خلال هذا الموسم، الذي يفترض أن تتغير معه موازين الأداء، ويدفعها باتجاه حصد المنافع المتوقعة التي رسمتها السياسة الكروية الجديدة في ملاعبنا. فلا خلاف على التجديد والتطوير الهادف إلى الارتقاء ورفع الكفاءة التنافسية لفرقنا، لا سيما بعد إنجاز العين الآسيوي الذي فتح آفاقاً جديدة لطموحات المسؤولين الرامية إلى إبقاء أنديتنا في حيزٍ ثابت ومستقر عند دائرة الكبار، بما يجعلها أيضاً رقماً صعباً في المنافسة الآسيوية والدولية. فهي مرحلة انتقالية فاصلة في التكوين الهيكلي للأندية التي خلعت الرداء القديم وباتت تستند في قوامها إلى قواعد وأركان جاهزة الإعداد والبناء، مختصرة كذلك الوقت والجهد لتحقيق غاياتها وحصاد ما تسعى وتصبو إليه من تطلعات.

ودون شك، فإن القالب الكروي سيختلف مع انضمام تلك الوجوه القادمة بجاهزية بدنية مغايرة، والتي يُنتظر منها إضفاء الحيوية والنشاط ودب الحماسة والإثارة ورفع وتيرة العطاء. فالهدف يُعد استراتيجياً مثل ما يدعم المُرحبين والمؤيدين لهذا التوجه، فهم يراهنون من خلاله على اختصار المسافات وتجنب الانتظار وتبعاته المباغتة، مثلما يعتبرونه كذلك إضافة فنية لمزيد من الكمال والانسجام اللذين سيمنحان الفرق قوة وبدائل متاحة في سباقها الموسمي مع البطولات. فالأسباب والدواعي التي تم تسليط الضوء عليها كثيرة، بل أسهب البعض في تفسيرها وتبريرها لإقناع الشارع الرياضي، الذي انقسم إلى فئتين متضادتين ترى كل منهما هذا التحول من زوايا مختلفة الرؤية. فهناك من يعزف على الوتر ذاته ومؤيد بشدة في سلك هذا المسار، الذي فرض حضوره بعد أن أخفقت كل وسائل وحلول التمكين والتطوير خلال العقدين الماضين رغم الدعم والصرف الكبيرين، كما أن أصحاب هذا الرأي يعتقدون بأن المزج الجديد لعناصر اللاعبين سيعمل على تعزيز الفرص وتنويع الخيارات من خلال سد النقص وتحسين المستويات التي ستنعكس في «رتم» الأداء والمنافسة، بما قد يُلغي أيضاً مفهوم احتكار المكان ويُرسّخ مبدأ الجدارة والأهلية لاستحقاقه. بينما يجد الآخرون في هذا التحوّل اندفاعاً غير محسوب العواقب وربما تنجم عنه آثار سلبية على الهوية الكروية مستقبلاً، كونه سيقلص الفرص أمام أبناء النادي وسيُصعب من ظهورهم ويحولهم إلى ضيوف على الدكة، في ظل تواجد من يفوقهم مهارةً وموهبةً وخبرةً. لذا هم يرونه سلاحاً ذا حدين ينبغي استخدامه بعقلانية، حتى لا تخرج منه طلقة طائشة قد لا يُحمد عقباها حينها!

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر