دور الذكاء الاصطناعي في تحسين حياة أصحاب الهمم

الدكتور مراد الرجب*

مع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا والانتشار الواسع للمعرفة والعلوم الحديثة، بات الذكاء الاصطناعي يشكل أملاً كبيراً في تحسين حياة الأشخاص من أصحاب الهمم، والإسهام بشكل كبير في تعزيز تفاعلهم مع المجتمع بطريقة ميسرة، وتمكينهم من مواجهة العوائق والتحديات في حياتهم اليومية، بفضل خوارزمياته المتقدمة.

وتأتي التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بحلول تلبي احتياجات أصحاب الهمم من ذوي الإعاقات الحركية أو الإدراكية أو الحسية، فقد أصبح بإمكان المكفوفين قراءة الكتب والمشاركة في المعرفة عبر تحويل النصوص المطبوعة إلى صوتية، كذلك يتم تحويل التعبير الصوتي إلى نص مكتوب، ما يساعد بشكل كبير الأشخاص الذين يعانون صعوبات في النطق أو التواصل أو التعبير.

ومن الأمثلة على التطبيقات التي أصبحت منتشرة وتعتبر رائدة في هذا المجال أنظمة المساعدة الشخصية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل «أليكسا» و«سيري»، التي تساعد أصحاب الهمم على تنفيذ المهام اليومية بسهولة.

هذه الأنظمة قادرة على تقديم دعم متكامل، مثل تشغيل الأجهزة المنزلية الذكية، والتحكم فيها، وحتى إجراء المكالمات الهاتفية. تساعد هذه الأدوات بشكل كبير على تعزيز الثقة بالنفس وزيادة الاستقلالية في الحياة اليومية.

وتُعد الروبوتات الذكية والتقنيات القابلة للارتداء، مثل الأطراف الاصطناعية الذكية والأدوات الطبية الذكية، من بين الابتكارات المهمة التي تعزز قدرات ذوي الإعاقة الحركية على القيام بمهام وأنشطة كانت صعبة أو مستحيلة سابقاً، ما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويحسن جودة حياتهم وفرص توظيفهم.

لكن من زاوية أخرى تبرز بعض المخاوف من التحيزات التي قد تحملها الخوارزميات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في مجالات مثل التوظيف، فقد نبه بعض الخبراء في الأمم المتحدة إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يحمل أحياناً انعكاسات تمييزية، ما يستدعي وضع حقوق أصحاب الهمم في القوانين المتعلقة بتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

ويجب ألا نغفل التحديات الأخلاقية والقانونية التي تصاحب استخدام الذكاء الاصطناعي.

أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

 

تويتر