الاحترافية في سوق العقارات
المنافسة في سوق عقارات اليوم تغيّرت عن نمطها التقليدي، وانتقلت من حيز منافسة أصحاب النشاط نفسه بعضهم بعضاً إلى منافسة أنفسهم بالتحديد لا غيرها، بمعنى أن «الوسيط العقاري» مثلاً لم يعد ينافس «وسيطاً» مثله، بل ينافس نفسه وذاته، والحديث نفسه ينطبق على «المطور» و«المسوّق» وغيرهما، وأصبح التحدّي الحقيقي حالياً في ممارسة أي نشاط عقاري، لمن يمتلك أكثر، من حيث القدرات والمهارات الفنيّة، للارتقاء بمهنته. فالوسيط العقاري الذي ليس له القدرة على تحديد الاتجاهات المستقبلية للسوق، تنقصه الاحترافية، والمطور الذي يفتقد للمعرفة والإلمام التام بالمعلومات الحالية والمستقبلية للقطاع، ونظرة مستقبلية للمنطقة الاستثمارية التي يجب طرح مشروعه بها، ليس بمطور محترف، والمستشار الذي لا يمتلك القدرة على تحليل الأرقام وبيانات السوق واستخلاص النتائج، يفتقد للاحترافية.
وتعدت الاحترافية إلى مجموعة واسعة من السمات يجب على أي شخص يعمل في قطاع العقارات إدراكها والتحلي بها، وتتنوع بين مهارات ذاتية وأخرى مكتسبة تفرض عليك أن تؤدّي أدواراً تتماشى مع ما يتطلبه الوقت الحالي للسوق للتعامل مع كل ما يحيط بك من أشخاص، كما يجب أن تكون مستمر التعلم ودائم الاطلاع على مستجدات القطاع والمستجدات العالمية، خصوصاً في الخدمات التقنية الجديدة التي تفرضها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على القطاع العقاري. وعليك أن تكون ملمّاً بكل تلك الخدمات والمنصات الإلكترونية والتطبيقات الذكية المتوافرة.
كواحد من أفراد الصناعة العقارية، عليك تدارك كل ما هو مستجدّ في هذا المجال، وأن تعمل باستمرار على تنمية قدراتك في استخدام التقنيات العقارية الحديثة، والانفتاح على التجارب الجديدة، إلى جانب التركيز على المشاركة في الدورات التدريبية. كما عليك أن تكون مبادراً في تبنّي وطرح كل ما هو جديد وأفضل للسوق العقارية، وماهراً بما فيه الكفاية، لتنجح في الجمع بين مهاراتك الشخصية، وما اكتسبته من مهارات جديدة.
من أشد أنواع المنافسة في أي مجال اليوم، أن ينافس الشخص نفسه، ويحول التحديات مهما كان نوعها إلى فرص لتطوير مهنته، حتى تكون وسيلة من وسائل توجيه السوق نحو مسار صحيح.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه