«استدامة الوعي الوطني»

محمد سالم آل علي

نعيش عام الاستدامة للعام الثاني على التوالي، تحدّثنا ولا نزال نتحدث عن استدامة البيئة والموارد الطبيعية، وغيرها من مجالات الاستدامة التي تضمن لنا عالماً أفضل للأجيال القادمة.

لكن ما شدّني أخيراً هو التفكير في استدامة أهم مورد لدينا، ألا وهو وعي المواطن. نبذل جهوداً كبيرة لحماية بيئتنا من التلوث، لكن التحدي الأكبر هو حماية عقولنا من التلوث الفكري الذي يشكل تحدياً متزايداً في عصر المعلومات الرقمية.

أعود للتفكير بشكل معمق لكي أجد أن استدامة الوعي الوطني ليست مجرد مسألة نظرية، بل هي ضرورة ملحة تزداد أهميتها لضمان استدامة تفكيرنا السليم، والحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية.

الذباب الإلكتروني - الذي يسعى إلى تشويه الحقائق ونشر الشائعات والأخبار الزائفة، وتعمل مئات الشركات والجهات على تطوير أساليبه الشيطانية بشكل مستمر ومتسارع - يمثّل تهديداً خطراً، فهو لا يعمل فقط على زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع، بل يلغي دور المرجعية ويزرع الفتنة والفوضى.

هذا التهديد لا يمكن تجاهله، فهو يغزو تفكيرنا ويُقوّض جهود الاستدامة على الصعد جميعها.

في هذا السياق، يمكن إطلاق مبادرة «استدامة الوعي الوطني» كخطوة محورية نحو تعزيز الوعي الوطني ومكافحة الذباب الإلكتروني بطرق علمية واعية ومستدامة. ستشكل المبادرة برنامجاً وطنياً متكاملاً يهدف إلى تقديم ورش عمل تفاعلية، وحملات توعوية، عبر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وغيرها من الأساليب المتعددة.

ستعمل المبادرة على الشراكة مع مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك المؤسسات التعليمية، لتعزيز قدرات الشباب على التعامل مع التهديدات الرقمية، وتعليمهم كيفية التحقق من المعلومات ومكافحة الأخبار الزائفة.

ستعزز المبادرة التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة، وتركز على نشر المعلومات الصحيحة، وفضح الأخبار الزائفة، وتعزيز النقاش المفتوح حول كيفية التصدي لمثل هذه الهجمات. إضافة إلى ذلك، ستوفر المبادرة أدوات وموارد متقدمة لتدريب وتأهيل الأفراد للتعرّف إلى الذباب الإلكتروني، وتطوير مهاراتهم في مواجهته.

إن إطلاق مبادرة استدامة الوعي الوطني ستشكل نقطة تحول مهمة نحو تحقيق استدامة الوعي الوطني، وحماية عقولنا من التهديدات الإلكترونية المتزايدة.

من خلال هذه المبادرة نهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والاجتماعية، بحيث تصبح قادرة على مواجهة التحديات الرقمية بثقة ووعي، بما يضمن استدامة المعلومات الصادقة والموثوق بها، في عصر تتزايد فيه التهديدات الفكرية والإلكترونية.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

 

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر