التعليم.. طموح بلا حدود
يعتبر التعليم الركيزة الأساسية التي تبني عليها الأمم تقدمها وحضارتها، وهو المفتاح الذي يفتح كل الأبواب المغلقة. فالتعليم ليس مجرد مدارس وجامعات، بل هو رحلة لا تنتهي، وطموح يتجاوز الحدود التقليدية ليصل إلى آفاق لا حدود لها.
قال الله تعالى: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» (الإسراء: 85). العلم ينبوع لا ينضب، ونهر جارٍ لا ينقطع، إنه نور لا يخبو، ويمنح الإنسان القدرة على الاستمرار في استكشاف العالم.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف نُعلّم الأجيال حب التعليم ونشجعهم على التمسك بنبراسه المضيء؟ الإجابة تكمن في تعاون الجميع، من الأسرة إلى المدرسة إلى المجتمع ككل، فالجميع شركاء في هذه الرحلة التعليمية، وعليهم أن يتكاتفوا ليغرسوا في نفوس الأجيال المقبلة حب العلم، كأداة لتحفيز التفكير النقدي والإبداعي.
واليوم، في عصر التكنولوجيا والانفتاح العالمي، أصبح التعليم أكثر أهمية من أي وقت مضى، فالمعرفة التي كانت محدودة في الكتب أصبحت متاحة في متناول الجميع بضغطة زر، ولكن مع هذه السهولة، علينا أن نغرس في نفوس أبنائنا حب التعليم من خلال إظهار قيمته الفريدة، التي لا يعرفها إلا من فقدها أو حُرم منها.
التعليم يتجسد في كل لحظة من حياتنا، سواء من خلال التجارب اليومية أو التواصل مع الآخرين. إنه الدافع الذي يحث الإنسان على استكشاف المجهول، وتعلم شيء جديد كل يوم. عندما يتغذى الطموح بالتعليم، يصبح الإنسان قادراً على تحقيق ما كان يراه مستحيلاً.
ولكن لكي يكون التعليم حقاً طموحاً بلا حدود، يجب أن يكون متاحاً للجميع دون استثناء. يجب أن ندعم الإبداع، ونشجع على التفكير الحر، حيث لا يخشى الطالب من الخطأ، بل يتعلم منه. كما قال النبي ﷺ: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة».
العلم هو مفتاح التنوير، ورديف الحكمة، والطريق نحو بناء مستقبل مشرق.
لذا، دعونا نزرع في قلوب أبنائنا قبل عقولهم حب التعليم، لينهلوا من هذا النهر، ويقطفوا ثماره التي ستبني لهم ولأوطانهم بيوت العز والكرامة.
أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه