بدايات ونهايات

إبراهيم استادي

تشارك الإمارات هذا العام في الدورة الـ14 من مهرجان الفرق الأهلية المسرحية بدول مجلس التعاون الخليجي، والذي يُعدُّ أكبر مهرجان مسرحي على مستوى دول الخليج منذ عقود، وما يميّز دورة هذا العام هو أنها ستقام على أرض المملكة العربية السعودية الحبيبة للمرة الأولى، وتحديداً في مدينة الرياض.

غداً سيعرض مسرح أم القيوين الوطني مسرحية «أشوفك»، وهي من تأليف الكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله، وإخراج الفنان الإماراتي القدير حسن رجب، وقد سبق أن قدم العمل في «أيام الشارقة المسرحية» و«أيام قرطاج المسرحية»، وهو يدخل في مسابقة الغد مع خمسة عروض خليجية أخرى بطاقم ضخم يضم أكثر من 30 فنياً وممثلاً وإدارياً من المواطنين وإخواننا العرب.

خطوة أكثر من رائعة اتخذتها المملكة باستضافتها، أخيراً، للمهرجان الذي كان بأشد الحاجة إلى أن يقام على أرضها، لما تتمتع به من مكانة تاريخية وأدبية وفنية خليجية، ولما يحصل فيها اليوم من نهضة على جميع المستويات والصعد، خصوصاً على مستوى الحركة الفنية، وأن تكون الإمارات حاضرة بهذا العمل الذي اختير من قبل وزارة الثقافة أمر بالغ الأهمية، ليس لكسب الجوائز في المسابقة فحسب، بل لتقديم أكبر كمّ من المواهب والمهارات والوجوه من خلال كادر المسرحية في هذا التجمع الفني الكبير، والذي ينتج عنه احتكاك وخلق علاقات وتبادل خبرات، تثمر بتعاون مستقبلي ناجح، وهذا هو الهدف الأول من محافل كهذه ما وجدت إلا لاستمرارية الفن في المسار الثقافي الصحيح، وعدم الانجراف نحو التيارات الفنية العالمية التي تخفي وراءها أجندات مؤسفة أخلاقياً، واستقطاب دماء جديدة إلى الساحة. كما أن المهرجان يكرّم في دورته هذا العام، الفنان الإماراتي القدير أحمد الجسمي على مسيرته الفنية المسرحية الحافلة بعطاءات كثيرة وغير محدودة، وهي لفتة كريمة من اللجنة المنظمة.

كل التوفيق للمملكة على تنظيمها لهذه الدورة الاستثنائية من مهرجاننا الخليجي المسرحي، وكل التوفيق للوفد الإماراتي غداً الذي أتشرف كفنان، كوني أحد أعضائه، كما أنني تشرفت لمدة عام تقريباً بالكتابة في صحيفة «الإمارات اليوم» المحترمة التي لمست من خلالها تفاعلاً من خلال جمهور مختلف وواعٍ.. واليوم وبكل سعادة واعتزاز بكل ما قدمناه سوياً أقدم آخر مقالاتي، والقادم أجمل

ibrahimustadi@

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر