ما قبل إيران

فرح سالم

أكتب المقال قبل مواجهة منتخبنا الوطني أمام إيران في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى «كأس العالم 2026»، لكن بناء على ما شاهدناه أمام قطر في الدوحة، والانتصار المهم الذي بدأ به «الأبيض» مشواره نحو المونديال، شعرنا ولأول مرة منذ فترة طويلة أننا نملك المقومات التي يمكن أن نعتمد عليها مستقبلاً.

صحيح أنه لا يوجد شكل محدد للمنتخب، ولا يمكن أن تقرأ «الأبيض» قبل أي تجمع، بسبب أشياء عديدة، أبرزها الإضافات الجديدة، لكن المهم أننا شاهدنا الروح والرغبة في تحقيق الانتصار، وهو ما لمسناه أمام قطر، وعلى الرغم من البداية المتعثرة وتأخرنا بفارق هدف، فإن عزيمة الفريق كانت واضحة، وصنعت الفارق، وتمكنا من قلب النتيجة على بطل كأس آسيا في آخر نسختين.

لكن لابد من الحذر من هذه البدايات، لأننا لم ننسَ انطلاقتنا في التصفيات المؤهلة إلى «كأس العالم 2018» عندما فزنا على اليابان في طوكيو قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب لاحقاً، وتم تغيير العديد من المدربين، وشاهدنا الإحلال والإبدال والكثير من الأمور التي أنهت ذلك الجيل الذي تم تكوينه من أجل التواجد في «مونديال روسيا».

من المهم جداً أن يزرع الجهاز الإداري والفني واتحاد كرة القدم الثقة لدى اللاعبين بغض النظر عن النتيجة، لأن التصفيات طويلة، والمباريات ظروفها مختلفة، وعليك أن تعمل قدر الإمكان على كسب جميع المواجهات التي تقام على أرضك مع جمع أكبر عدد من النقاط خارجياً على أمل أن يتعثر أحد المنافسين.

علينا أيضاً أن نستفيد من الدروس السابقة، وألّا ننفخ المنتخب واللاعبين عقب كل فوز، لأن الانتصار مجرد ثلاث نقاط، وكثرة المديح والإشادات، يمكن أن تصدمنا لاحقاً عقب أول تعثر، لذلك من المهم أن نتعامل مع كل مواجهة على حدة، وأن نبعد الضغوط قدر الإمكان عن الفريق الذي لايزال في مرحلة التكوين وتشكيل الهوية مع إضافات جديدة متوقعة في الفترة المقبلة.

خطوة بخطوة يمكن أن نحقق الحلم، لكن بتأنٍ وعقلانية، وبعيداً عن «التطبيل» والقرارات العشوائية، المشوار لايزال طويلاً، ويحتاج إلى صبر وحكمة.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر