كيف ستُشكل الإمارات مستقبل الذكاء الاصطناعي؟

الدكتور فيصل الحفيتي*

في ظل النمو المتسارع للتكنولوجيا، وظهور الذكاء الاصطناعي كأداة ثورية تهيمن على مختلف المجالات، تحظى هذه التقنية باهتمام عالمي كبير، إذ تُعتبر من القوى الدافعة للابتكار والتطور. وداخل هذا السياق، تتقدم دولة الإمارات بخطوات سريعة ومبكرة نحو تبني الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من استراتيجيتها الوطنية.

فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يُعدُّ منافساً قوياً للإنسان في العديد من المجالات، فإنه يقدّم إمكانات كبيرة لتحسين الأمان والرفاهية البشرية، لذا، تبنت الإمارات استراتيجية شاملة تحت مسمى «استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031»، التي تسعى إلى تحقيق رؤية طموحة ضمن «مئوية الإمارات 2071» التي تتطلع إلى أن تكون الدولة رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2071. ولتحقيق هذه الأهداف، يتولى مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية مسؤولية تنفيذ الاستراتيجية، واقتراح السياسات الهادفة التي توفر بيئة محفزة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي.

أما أهداف الاستراتيجية فتتمحور حول تحسين جودة حياة المواطنين، وتعزيز الأداء الحكومي من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، وعلى سبيل المثال، تسهم التكنولوجيا بقطاع النقل في تحسين خدمات النقل، وتقليل الحوادث، وخفض التكاليف التشغيلية. وفي الرعاية الصحية، تحقيق الريادة في تطوير علاجات للأمراض النادرة، وتحسين تجربة المرضى. كما تركز الاستراتيجية على الأمن الإلكتروني، إذ تسعى الإمارات إلى بناء أنظمة قوية لحماية المعلومات الإلكترونية وضمان سريتها. وفي قطاع المرور، يتم تطوير آليات للتنبؤ بالحوادث والازدحام المروري، وتطبيق أنظمة مرورية أكثر فاعلية، كما تهدف الاستراتيجية إلى رفع جودة التعليم.

ومع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا، لم تغفل الإمارات تعزيز الأمن السيبراني عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير أنظمة متقدمة لحماية المعلومات الرقمية، وضمان أمان البيانات.

وإجمالاً، فإن ما يتضح من هذه الاستراتيجية هو أن دولة الإمارات لا تواكب التطورات العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تضع نفسها في طليعة الدول التي تستفيد من هذه التكنولوجيا لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال المقبلة.

خبير ومستشار قانوني

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر