سوق دبي العقارية والأرقام القياسية
تستحق السوق العقارية في إمارة دبي موسوعة «غينيس» خاصة بها، مع استمرارها في تسجيل مبيعات قياسية شهراً تلو الآخر، وعاماً بعد عام.
وجاء «أغسطس» كأحدث شاهد على تلك الأرقام الاستثنائية، إذ شهد الشهر الماضي مبيعات عقارية تبلغ 47.82 مليار درهم، وهي أعلى مبيعات للشهر نفسه على الإطلاق، رغم أنه جاء كثاني قيمة مبيعات شهرية تاريخياً بعد يوليو السابق عليه الذي سجل 50.78 مليار درهم.
كما شهدت السوق العقارية في دبي أعلى بيع تاريخي لفترة الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري الممتدة بين يناير وأغسطس الماضيين بقيمة 330 مليار درهم، والتي تزيد وحدها على مبيعات أعوام 2020 و2021 و2022 كاملة، مع استثناء العام الماضي، باعتباره الأعلى على الإطلاق حتى الآن بمبيعات بلغت 400 مليار درهم.
كما تعكس الأرقام أن هدوء أو تباطؤ السوق ليس قريباً، مع استمرار تسجيل صفقات من الحجم الكبير، والتي تجاوز أسعارها 10 ملايين درهم للصفقة الواحدة، ليعكس الثقة الكبير التي يوليها المستثمرون، والرغبة القوية للعيش والعمل في دبي.
هذه الأرقام أيضاً هي انعكاس للأوضاع الجيدة التي يعيشها الاقتصاد الإماراتي على كل الأصعدة، والتي يمتد تأثيرها إلى سوق العقارات.
لقد شهدت سوق دبي العقارية حالة من النضج خلال الأعوام الأخيرة، لذا أصبح السوق يحقق مستويات قياسية شهراً تلو آخر دون سقف، ومن ظروف السوق الحالية نرى أن توقف دورة الارتفاع ليس قريباً، وسط طلب كبير على العقارات الفاخرة للتملك، أو إيجار الشقق الفندقية الفاخرة، ما يشجع المطورين على إطلاق مزيد من المشروعات.
هذه الأرقام تحققت، بينما يتمتع صيف 2024 بأوضاع أكثر ملاءمة تشجع على ضخ السيولة في السوق العقارية، مع توجه المتعاملين، سواء من الأجانب أو المقيمين، إلى شراء الوحدات السكنية القريبة من الشواطئ والأماكن الترفيهية الخاصة بالألعاب المائية.
هذه الطفرة يتوقع أن تستمر لما بعد عام 2024، مع تدعيم الطلب بفعل الزيادة السكانية التي تطمح حكومة دبي إليها، إضافة إلى تحسن العوامل الداعمة داخل السوق، وسهولة إطلاق الأعمال، والموقع الجغرافي للإمارة.
رئيس مجلس إدارة «شركة دبليو كابيتال للوساطة العقارية»
@WalidAlzarooni
walid.alzarooni@gmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه