خطوة مختلفة
مع التغييرات الجديدة التي دخلت إلى كرة القدم الإماراتية، نأمل هذه المرة أن نأخذ خطوة مختلفة بالنسبة لمسألة الاحتراف أو حتى الابتعاث، لأن التجارب السابقة أثبتت لنا أن مستوى مسابقاتنا المحلية يؤثر بشكل كبير على تطوير اللاعبين، ونلاحظ ذلك في مشاركات منتخبنا سابقاً.
الظروف تغيرت الآن بلا شك، وربما منتخبنا الوطني أفضل مما ظهر عليه في الفترة الأخيرة، لكن في الوقت ذاته الأمر المقلق أن أنديتنا لا تطبق الاحتراف بالشكل الصحيح، ويمكن أن نلاحظ انعكاس ذلك على بعض اللاعبين الأجانب الذين تدهور مستواهم بسبب ضعف المسابقات في أوقات سابقة.
في الوقت نفسه، علينا أن ننظر بجدية إلى أن هناك منتخبات في القارة باتت تملك لاعبين محترفين في أوروبا، وهناك من يستعين بلاعبين ترعرعوا في الخارج، وشاهدنا في المباريات الأخيرة بالتصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026 أن الفوارق ليست كما كانت في السابق، ويمكن أن تنقلب المعادلة في أي وقت، وقصة المقاعد المضمونة ليست كما كان الأمر عليه في الماضي.
نعلم تماماً صعوبة أن تقنع الأندية بمسألة احتراف اللاعبين، أقصد الذين يمتلكون الموهبة وتم تجنيسهم، لأن الفرق تطمح بلا شك إلى تحقيق مصالحها، لكن يمكن لاتحاد كرة القدم إطلاق مشروع أكاديمية يبني عليها المستقبل عبر الاستفادة من المواهب الموجودة لدينا، والذين عاشوا معنا، ويملكون رغبة الاحتراف، بما يفيد منتخباتنا مستقبلاً.
أعتقد أننا وجدنا حلاً سريعاً بخصوص الفترة الحالية، لكن كرتنا بحاجة إلى الاستدامة، وهو أن نلبي احتياجات الحاضر دون الإضرار بالمستقبل، ويمكن أن نبدأ بمسألة الابتعاث، لأن هناك أسماء عديدة مستعدة لربط حياتها بكرة القدم، والأمر ليس بالصعوبة السابقة.
الأمر المقلق هو حقيقة أن أنديتنا لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل في رفد منتخباتنا الوطنية بأفضل اللاعبين، لأن آلية العمل في أغلب الفرق لا تواكب المرحلة، وفي أي لحظة يمكن أن نلاحظ الفوارق عندما تصطدم بمنتخبات تملك أسماء تلعب في الخارج، مثل الأردن أو العراق أو حتى إندونيسيا، لذلك لابد من البحث عن حلول إضافية من أجل مرحلة ما بعد مونديال 2026، خصوصاً أن أحد أكثر الأشياء التي أضرت بكرتنا هو أن المجالس السابقة للاتحاد كانت تنظر إلى مدى أربع سنوات فقط.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه