ضع «الإمارات» في العنوان

أمل المنشاوي

أدارت دفة اليوم الجديد نحو الشمس، ورسمت على الرمال حلماً بدا مستحيلاً، ولم تلتفت خلفها ليمر أكثر من نصف قرن من الزمان على سطر البداية.

اختارت طريقاً لم يألفها أحد قبلها، وأنارتها بنور نفوس أبنائها، ومهدتها بسلام صدورهم، وغرست على حوافها النخيل، متجاهلة نصيحة أحدهم: «لن يفلح»، فأنبت وأثمر فتركت طرحه وثمره للطير والبشر.

فتحت أبوابها لبني الإنسان، ونشرت أمنها وأمانها على البيوت والممتلكات، فنام الجميع بلا خوف أو قلق، وتقاسمت الخير بلا تفضل أو منّة.

نأت بنفسها وبناسها عن الصغائر، وبنت وعمّرت وأسست عالماً يخصها وحدها، حافظت فيه على موروثها وقيمها وتاريخها، وانفتحت فيه على الحداثة والتطور بلا تفريط أو تقليد.

أكرمت الغريب وطمأنته، وبسطت على أرضها وطناً وبيتاً كبيراً لإخوتها، ومنحت وساعدت وساندت حتى باتت «الفزعة» إماراتية البصمة بلا منافس أو مشارك.

أجادت العمل واختارت من يتقنون الصنعة في كل مجال، وأعطت الفرصة للخبرات والكفاءات، وقدمت الشباب ووثقت بهم، وعلمتهم أن الوطن أمانة، والعمل شرف، والمركز الأول خطة وهدف يجب تحقيقه اليوم وليس غداً.

خرجت عن محيطها ووسعت حضورها، فأبهرت العالم بتجربتها، وباتت علامة موثوقة في كل ما يحمل اسمها من منتجات واستثمارات، وغدت قبلة للعيش والعمل والرفاه.

على مدار سنوات مضت أتابع عن كثب هذا التحول الكبير نحو الإمارات واسمها وسمعتها ليس على المستوى الرسمي فقط، ولكن على مستوى الشعوب في كل دول العالم، خصوصاً منطقتنا العربية، هذا التحول الذي يُعدُّ استفتاء وانتصاراً لقدرة الإنسان على البناء والنجاح مهما اشتدت الصعوبات، حتى غدت نموذجاً ومثلاً للإرادة الحقيقية والرغبة الصادقة في خدمة الناس، وإسعاد حياتهم.

التعليم الجيد والخطط الحكومية الناجحة والسياسة المعتدلة والبنية التحتية الحديثة والعمل الجاد والاستثمار المجزي والمدن الراقية النظيفة والنظام الحياتي وسيادة القانون وإدارة الأزمات قبل حدوثها، والشرطة وفزعتها ليل نهار، والحرص على راحة الجميع.. كل ذلك وأكثر بات نهجاً إماراتياً خالصاً، وأسلوب حياة كريمة حفر على جدران القلوب وساحات البيوت عبارة: «الحمد لله على نعمة الإمارات».

أتذكر منذ سنوات عدة عبارة بليغة لسيدة عاشت هنا عقدين من الزمان تصف فيها الإمارات وتلخص قصتها بقولها: «إذا أردت لشيء أن ينجح.. ضع اسم الإمارات في العنوان».

@amalalmenshawi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر