سياسة الدبلوماسية والاستدامة

محمد سالم آل علي

في عالم مضطرب تُميّزه الصراعات والتحديات المستمرة، يواصل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، قيادته الجهود الكبيرة في سبيل إدارة ملفات الاستدامة بكل تفانٍ وإخلاص، مجسداً رؤية الإمارات المتكاملة، التي تجمع السلام والبيئة والمعرفة كلٌّ في إطار استراتيجي شامل يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف النواحي والقطاعات. ولعل تصريحات سموه الأخيرة، التي أكد فيها أن دولة فلسطين هي أولاً وقبل أي خطوة تالية، تعد بمثابة تأكيد واضح على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل يحقق السلام الدائم، ويضمن استقرار المنطقة وازدهارها جيلاً بعد جيل؛ فالسلام ليس مجرد هدف يتوجب السعي لتحقيقه، بل هو حجر الأساس الذي يُبنى عليه النمو الاقتصادي والاجتماعي، ومن دونه لا يتحقق الاستقرار اللازم لأجل التنمية المستدامة.

إن الناظر بعمق إلى هذا الموقف الثابت يتبين رؤية سموه الكاملة بما تحمله من بصيرة وبعد نظر، فسموه لا يركز هنا على السلام فحسب؛ بل يولي أيضاً اهتماماً بالغاً بالاستدامة البيئية التي تعد واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في هذا الزمان؛ وفي هذا السياق، تولى سموه قيادة الفريق الإماراتي من أجل الإعداد لمشاركة الإمارات في مؤتمر تغير المناخ (COP29) الذي سيعقد في أذربيجان شهر نوفمبر القادم، إلى جانب حرصه الكبير على متابعة تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي، الذي يمثل التزاماً عميقاً وعالمياً بحماية البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي التي لا ترحم.

وعلاوة على ذلك كله، يؤدي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دوراً أساسياً في تعزيز استدامة المعرفة بصفته رئيساً لمجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، ويتجلى ذلك من خلال تعزيز التعاون بين الجامعات المحلية والعالمية، وخلق البيئات التعليمية المحفزة للابتكار والإبداع، والتركيز أيضاً على بناء جيل من العلماء والمبتكرين القادرين على عبور المستقبل رغماً عن كل المصاعب والتحديات.

إن رؤية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تجمع بكل وضوح بين أبعاد ثلاثة، أولها السلام، وثانيها البيئة، وثالثها المعرفة، وكلها ضمن إطار شامل يهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، فالسلام هو من يوفر الاستقرار اللازم للنمو، والاستدامة البيئية هي من يحفظ الموارد الطبيعية ويضمن استمرارية الحياة على كوكب الأرض، أما المعرفة فهي الأساس لكل تطور وابتكار. هذه باختصار رؤية سموه الذي أدرك أن السلام حين يزدهر تسلم معه البيئة وتتطور المعرفة، ومن يجمع الدبلوماسية والاستدامة بهكذا تناغم هو بلا شك فارس لكليهما.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر