المولد في ذاكرة القيادة الرشيدة
ذكرى ولادة النبي عليه الصلاة والسلام ليست في ذاكرة الرعية من الشعوب الإسلامية فقط، بل هي في ذاكرة قيادتها التي تشاطر شعوبها السَّرَّاءَ قبل الضّرَّاءِ، وليست هناك مسرةٌ لكل مسلم أعظمَ من سروره بمنقذ البشرية من الضلال المبين، النبي الذي بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين، وبعثه بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فالمسلم يستشعر هذه المِنَّة الكبرى في كل وقت، وحينما يعيد التاريخ يوم ولادته فإن شعور المسلم يكون أكثرَ وأكبرَ لذلك اليوم المشهود الذي شهد ذلك المجيء النَّوراني المنقذ من الضلال، فيعبّر المسلم بلسانه وجَنانه عما يدل على الوفاء لهذا النبي الرحمة.
والقيادة الرشيدة، حفظها الله، هي أول من يستشعر هذه المعاني، فتضفي على سرور الشعب سروراً فوق سرور، فتجعل يوم مولده عليه الصلاة والسلام إجازة رسمية كالأيام الوطنية التي لها ذكريات عظيمة في نفوس الشعوب، وهذه الذكرى هي من ذلكم القبيل، بل هي أكثر، وليس هذا فحسب، بل لقد عبَّرت قيادتنا الرشيدة تعبيرات رائقة، تدل على مبلغ اغتباطها بهذه المناسبة الكريمة العظيمة، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يقول بعد استشهاده بقول الله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}، يقول: «في ذكرى مولد السراج المنير نبي الرحمة والهدى، والأخلاق الكريمة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ندعو الله تعالى أن ينعم على منطقتنا والعالم بالسلام والاستقرار والأمان»
وهذا تعبيرٌ عظيم يستلهم من صاحب الذكرى عليه الصلاة والسلام المعاني التي بعث بها من الرحمة، والهداية، والسلام، والإسلام.
وكذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يعبر تعبيراً جيَّاشاً بمعاني المحبة، واستلهام الهدى منه صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: «في ذكرى مولده الذي أضاء مشارق الأرض ومغاربها، نجدد محبته، واتباع سيرته، ونشر الرحمة التي جاء بها، هو أرحم الخلق بالخلق، وأصدقهم كلاماً، وأعذبهم منطقاً، وأعظمهم خُلقاً، صلى الله عليه وسلم عَدد خلقه، وزِنة عرشه، ومِداد كلماته»، وهذه معانٍ كبيرة أقل ما يقال فيها إنها معاني المحبة التي تُلحق المحب بالمحبوب عليه الصلاة والسلام.
كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه