النجاح الرياضي.. وراثة أم تدريب؟
كثر الحديث في الآونة الأخيرة بشأن نجاح بعض الدول في ألعاب رياضية محددة على مستوى العالم، ودائماً ما نشاهد ذلك في دورة الألعاب الأولمبية، لكن هناك من استطاع تكوين رياضيين متميّزين عبر التجنيس، وكذلك هناك من ذهب إلى المثابرة سعياً إلى التفوق على الجينات الوراثية والموهبة، مثل الدول الأوروبية في سباقات الجري.
على سبيل المثال، دائماً نشاهد سيطرة العدائين الأفارقة على المراكز الأولى في سباقات الجري، خصوصاً الماراثون، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول أسباب هذه الهيمنة، وهناك دراسات أرجعت الأمر إلى العوامل الوراثية والبيئية والاجتماعية.
لكن لا خلاف على أن المثابرة والرغبة والطموح من أهم أسباب صنع النجاحات، وتحقيق الإنجازات، ويكفي النماذج المختلفة التي نشاهدها عالمياً، والأبطال الذين وصلوا إلى الأرقام القياسية، وهو ما قادنا إلى مقولة «من رحم المعاناة يولد الأمل ويصنع المستحيل»، مع العلم أن مسألة صنع الأبطال الرياضيين خضعت لمجموعة من الدراسات العلمية، بغية الوصول إلى استنتاج، وهناك من تطرق إلى الجينات الوراثية التي لم تكن كافية أيضاً، والنماذج عديدة، على سبيل المثال لم نشاهد موهبة زيدان لدى أبنائه.
رغم كل الدراسات والأبحاث، فإننا مازلنا نصل إلى نقطة الرغبة والطموح والمثابرة، لأن هناك العديد من الدول التي تتمتع بأحدث وأفضل وأجود المنشآت والخدمات الرياضية من مدربين ومعسكرات ومدارس وغيرها من الأمور المهمة جداً في صناعة البطل الرياضي، إلا أن هناك رياضيين من دول فقيرة للغاية يفتقدون أبسط مقومات الحياة، تمكنوا من التفوق على كل هذه الجودة.
وفي الوقت ذاته مع التطور والنقلة التي دخلت في الرياضة، على سبيل المثال كرة القدم، تغلبت الصناعة والخطط والاستراتيجيات على الدول التي تعتمد على الموهبة فقط، وشاهدنا تراجع البرازيل في هذا الجانب، وتفوق الأوروبيين بسبب طرق اللعب المختلفة التي بتنا نشاهدها داخل الملعب.
لذلك نحن بحاجة إلى أن نرى ما يدور من حولنا في الرياضة، لأن ما حدث في الألعاب الأولمبية من نتائج لم تكن مُرضية، وعلينا أن نصل إلى الحقيقة التي يجب أن نبني عليها مستقبلنا الرياضي، لأن المنشآت وحدها ليست كافية لصناعة البطل حال غياب الطموح والرغبة والإصرار، لاسيما أن الدراسات الأخيرة، أثبتت أن التدريب والتحضير النفسي لا يقلان أهمية عن الميزات الوراثية، وهذا ما شاهدناه في الصين التي تعمل مع الرياضي منذ نعومة أظافره، لصناعة الأبطال.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه