الإمارات.. عائلة كبيرة

محمد سالم آل علي

لا شك في أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى مستشفى الأطفال الوطني في واشنطن، في إطار زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، حملت رسالة حب صادقة، لامست الأفئدة وأوقدت المشاعر، فسموه، حين ربّت بيده الحانية على رأس طفل من أبناء الوطن، قائلاً «أنا بخير يوم شفتك»، فإنما جسّد العلاقة الأبوية، وأظهر أمام العالم أجمع أسمى أحاسيس القائد الأب الإنسان.

إن حرص قائد الوطن الدائم على لقاء أبنائه المقيمين في الخارج يجسّد العلاقة الفريدة بين المواطن الإماراتي وقائده الوالد، تلك العلاقة التي تتجاوز السياسات لتغوص في أعمق معاني الأبوة والحب الخالص؛ فوالد الشعب «بوخالد» ليس قائداً فحسب، بل هو أب لكل فردٍ في هذا الوطن، يحنو عليه، ويشاركه همومه وطموحاته، سواء كان مواطناً أم مقيماً.

إن رسالة الحب التي أوصلها والدنا خلال تلك الزيارة أقوى وأصدق من كل ما قيل في منابر الأمم المتحدة المنعقدة حالياً، فبينما يتحدث القادة على المسرح الدولي عن المصالح والسياسات الدولية، تأتي أفعال والد الشعب لتبرز الوجه الحقيقي للقيادة حين تُبنى على الأسس الإنسانية والتلاحم الحقيقي بين القائد وشعبه، وليس فقط بشعارات براقة على المنابر والساحات السياسية؛ فالقائد الحقيقي لا يخوض في الحديث عن السياسات ويستعرض الإنجازات، بل يضع أبناءه في قلب الاهتمام، يستمع إليهم، ويشاركهم قصصهم، ويقدم لهم الدعم المعنوي والمادي الذي يعزز إحساسهم بالأمان والولاء، ويشعرهم بأنهم جزء لا يتجزأ من عائلة كبيرة اسمها «الإمارات».

ويا لها من عَبرة جادت بها عيون سموه، وأتت غيثاً أفاض المشاعر الصادقة التي لا تصفها المعاني ولا الكلمات، فكانت رمزاً للعلاقة الإنسانية العميقة بين الحاكم والمحكوم، وتعبيراً عن الالتزام والتفاني في خدمة هذا الوطن وأبنائه، ولا شك في أنها برهان على أن دولة الإمارات هي عائلة متحدة في السراء والضراء؛ وهذه هي في الواقع رسالة سموه الحقيقية للوطن وللعالم، فالإمارات ليست مجرد دولة تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية فحسب، بل هي نموذج فريد لعائلةٍ يكون فيها الحاكم هو الأب، والشعب هم الأبناء، وهي أيضاً ليست مجرد مكان للعيش، بل هي بيتٌ مفتوح للجميع؛ وتلك القطرة التي خطّت بمدادها قصة الوطن، حملت البشرى لتلاحم أقوى، وعطاء أكبر، ومسيرة لا تتوقف نحو المستقبل المشرق.

مؤسس سهيل للحلول الذكية

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

 

تويتر