ماذا بعد الذكاء الاصطناعي؟
اعتمد الذكاء الاصطناعي في بدايته على تطوير خوارزميات تحاكي العقل والسلوك البشري. من المحتمل أن يكون المستقبل مدفوعاً بخوارزميات أكثر تطوراً، تتجاوز ما يعرفه العالم اليوم عن الذكاء الاصطناعي.
إحدى أهم النظريات المستقبلية التي يتم السعي إلى تنفيذها هي «الذكاء الاصطناعي العام»، الذي سيمكن هذه التقنيات من محاكاة طبيعية وفعالة للعقل البشري، والتفكير النقدي، والتفاعل بالأحاسيس والمشاعر.
ستصبح الآلات أكثر استقلالية وقدرة على اتخاذ القرارات بطريقة مشابهة للعقل البشري، ما سيفتح الباب على مصراعيه أمام تطبيقات جديدة هائلة بلا حدود.
وإذا تمكّن العلماء من الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في عالم ما بعد الذكاء الاصطناعي، فسنكون على أعتاب تساؤلات أخلاقية واجتماعية، وتحديات صعبة.
وهناك فكرة أخرى متداولة، تسعى إليها بعض الشركات التكنولوجية الكبرى، وهي الاندماج بين الإنسان والآلة.
يمكن للبشر توصيل عقولهم بأنظمة الذكاء الاصطناعي، ما يتيح لهم فرصة تحسين قدراتهم المعرفية والتفكيرية.
ولكن يبقى السؤال: هل سيكون هذا الاندماج تحت سيطرة الإنسان، أم إن الآلة ستتفوق عليه وتسيطر؟
هناك مخاوف متعلقة بفقدان الوظائف والتحكم في البيانات الشخصية. هذا التقدم الهائل والسريع قد يؤدي إلى تراجع العديد من فرص العمل، واستبدالها بالآلات، كما تبرز مخاوف أخرى تتعلق بفقدان السيطرة على الأنظمة المعقدة التي تطور نفسها، ما قد يُصعّب التحكم فيها مستقبلاً.
الثورة المقبلة قد تكون أكثر عمقاً واتساعاً من الذكاء الاصطناعي نفسه.
ربما نكون على أعتاب ظهور أنظمة جديدة غير معروفة، كما أشار بعض العلماء.
وعلى الرغم من أننا مازلنا بعيدين عن تحقيق مثل هذه التطورات، فإن الأمر يتطلب تخطيطاً دقيقاً واستعداداً جيداً لتلك المرحلة.
الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته إمكانات كبيرة، لكنه أيضاً يثير تحديات خطرة لا يمكن تجاهلها.
من الضروري وضع سياسات واضحة لضمان أن تظل السيطرة بيد الإنسان، وأن نستخدم هذه التكنولوجيا بما يخدم مصالح البشرية.
والأهم هو أن نستخدمها بحكمة، لضمان أنها ستعمل لمصلحة الإنسانية وليس ضدها.
*أستاذ مساعد، قسم علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، كلية الهندسة، جامعة أبوظبي
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه