الفن.. وما أدراك ما الفن

شيماء أحمد

نحتاج للترفيه في حياتنا، فمن منا لا يشاهد المسلسلات والأفلام السينمائية، سواء كانت درامية أو تاريخية أو في أي إطارٍ آخر. بل إن معظم القنوات المحلية الرائدة تقدم منصات متطورة ومكتظة بالمحتوى المتنوع، طامحة لإرضاء المشاهد الذكي والواعي لما يعرض عالمياً. وعلى الرغم من الشغف اللافت لدينا كعرب تجاه الدراما، إلا أن الكثير من أرباب البيوت يأبون أن يدخل أبناؤهم، خاصة الإناث، المجال الفني. ولكن، ما انعكاس هذا القرار على حياتهم؟

إن لم نصنع محتوانا الفني بأنفسنا، سيصنعه لنا الآخرون، وسيفرضون علينا ما نشاهده، وسيتأثر مجتمعنا بما يُعرض له بوعيه أو دون أن يعي ذلك. وسيروون لنا قصصهم التي تسيء لنا بصورة غير مباشرة من حيث المفاهيم الخاطئة والمشاهد الفاضحة، أو بصورة مباشرة ليظهرونا بمظهر الإرهابي أو بالمظهر الذي يحلو لهم، فالقصة قصتهم، والعدة عدتهم. نحن كعرب نحتاج الفن والإعلام لنذيع للعالم ونعرّفه بما وصلنا إليه، أو على الأقل ننتج ما نرضى مشاهدته. إن لم يعجبنا ما يُعرض لنكن نحن التغيير الذي نرغب بمشاهدته، وإن لم يكن الوسط الفني جذاباً لأي سبب كان فلن يتغير ذلك بمقاطعته، وإن كان المحتوى المعروض حالياً - عربياً كان أم عالمياً – يثير السخط فذلك لأننا سلّمنا «الخيط والمخيط» لمن لا يقاسموننا القيم والعادات والتقاليد. لنحفز أبناءنا على امتهان المسرح أو الابتعاث لدراسة السينما وصناعة الأفلام بالاحترافية المطلوبة، وليكن قصاصونا وممثلونا ومخرجونا «منا وفينا».

الفن قوة ناعمة تصل إلى كل بيت وكيان، وهي وسيلة ممتازة لإيصال الرسائل، وتغيير الصور النمطية. على سبيل المثال، انتعشت السياحة في إفريقيا بعد فلم «الأسد الملك». وأسهمت أفلام هوليوود خلال الحرب الباردة في تعزيز الرواية الأميركية عن الصراع الأيديولوجي بين الرأسمالية والشيوعية.

لنذكر أسماء بعض الذين أدركوا ما أتحدث عنه قبلنا بعقود، ودخلوا المجال الفني وأبدعوا فيه. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، كان الدكتور حبيب غلوم، وسميرة أحمد، وأحمد الجسمي، من الرواد المحتضنين للفن في الدولة. يبدو أنهم استشرفوا المستقبل، وعلموا أننا إن لم نهتم بالفن والفنانين، سنجبر يوماً ما على مشاهدة «نتفلكس».

@Shaima_AhmedK

تويتر