راشد بن سعيد.. باني دبي

أحمد أميري

في السابع من أكتوبر، نحيي ذكرى وفاة رجل عظيم أسس دبي الحديثة وأعطى حياته لرفعة الوطن. الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، باني نهضة دبي وأحد ركائز الاتحاد، ترك بصمة خالدة في قلوب أهل دبي خصوصاً، والإمارات عامة. ورغم أنني لم أكن حاضراً في أيامه، فإن حبه قد زُرع فينا من قبل أهلنا ومن عايشوه، وتواصلت المسيرة مع أبنه الشيخ مكتوم بن راشد رحمه الله، ويكمل اليوم المسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الملهم وصاحب الرؤية الذي حوّل دبي إلى كوكب آخر.

الشيخ راشد كان رجلاً سابقاً لعصره، صاحب رؤية تجاوزت حدود الزمن. بفضل حكمته وبُعد نظره، استطاع أن يحوّل دبي من مدينة صغيرة على ساحل الخليج العربي إلى مركز اقتصادي عالمي يتحدّث عنه العالم بأسره. من خلال مشاريعه الرائدة ورؤيته الاستراتيجية، وضع حجر الأساس لمدينة أصبحت اليوم رمزاً للتطور والنمو المتسارع.. مدينة لا تعرف المستحيل.

لم تكن اهتمامات الشيخ راشد مقتصرة على دبي وحدها، بل امتدت إلى الإمارات كافة، فقد كان له دور بارز في تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون مع أخيه ورفيق دربه، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. كان الشيخ راشد من الشخصيات القيادية التي أسهمت بشكل كبير في توحيد الإمارات، وإرساء دعائم دولة متحدة قوية وقادرة على مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار.

بعد رحيله لم تنتهِ مسيرة البناء والنمو، فقد واصل المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد السير على خطاه، ليكملها بعده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي نقل دبي نقلة نوعية أخرى، حيث أصبحت اليوم واحدة من أكثر المدن تطوراً وطموحاً في العالم. الشيخ محمد بن راشد، بفضل رؤيته الحكيمة وطموحه الذي لا يعرف الحدود، حوّل دبي إلى مدينة عالمية تجذب الجميع بروح الابتكار والتفوق.

نحن اليوم - وفي ذكرى رحيل الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم - لا نذكر فقط الرجل الذي أسس مدينة وأرسى قواعد اتحاد، بل نذكر إرثه الذي يستمر في النمو والازدهار. سيظل حبه ودروسه مغروسة في قلوبنا، نستلهم منها القوة والعزيمة لمواصلة المسيرة، ونسير على دربه بخطوات واثقة نحو مستقبل مشرق.

ahmad.amiri1@outlook.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر