صناعة البطل الأولمبي.. العمل الممنهج

فرح سالم

عند عدم النجاح في أي محفل رياضي تتم دراسة الوضع ومعرفة الأسباب من أجل العمل على التصحيح، وتحقيق الأهداف في المناسبات المقبلة، وهذا ما نتوقعه بعدما حدث في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة في باريس، التي لم نتمكن فيها من وضع بصمتنا، وخرجنا بمشاركة بيضاء خالية الوفاض.

لكن المؤسف أن تهمل الأندية الألعاب الرياضية الأخرى بسبب التركيز على كرة القدم، وهو ما يحدث حالياً، وأثر بشكل واضح في الكثير من الاتحادات التي باتت لا تعرف ماهية العمل، بسبب أن هذه الأندية باتت تصرف ميزانياتها على اللعبة الشعبية الأولى، وهو ما انعكس سلباً على المنتخبات وممثلينا في الرياضات الأخرى.

يمكن أن نجد العذر للأندية حال كانت تحقق نجاحات قارية ودولية في كرة القدم، لكن المؤسف أن كل هذا التركيز على كرة القدم من أجل تحقيق الألقاب المحلية والمنافسات الداخلية، ما عدا نادي العين بطبيعة الحال، كونه النادي الوحيد الذي يحقق البطولات الخارجية، ويحافظ على سمعة كرة الإمارات.

أما الطريقة الحالية التي تدار بها الألعاب الأخرى، فيجب أن تجد تدخلاً عاجلاً، عبر وضع استراتيجية جديدة بناء على السلبيات التي من المفترض أن تكون معروفة، لاسيما أن العديد تحدث عن غياب الأنشطة الرياضية التي كانت تسهم في اكتشاف المواهب سواء في الدورات المدرسية وغيرها.

لا أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة فقدان الموهبة في مختلف الألعاب، بل هناك موهوب بيننا في كل لعبة، لكن المعضلة تتمحور حول أن أغلب الإدارات ليست مستعدة لتجهيز رياضي يمكنه أن يحقق النجاح بعد عقد من الزمان، وبالتالي التركيز يكون على تحقيق الإنجازات السريعة والحالية حتى تحسب في سجل الإدارة، وما بين الأهداف الآنية وإهمال المستقبل، تضيع المواهب.

في الرياضة تحديداً لا يمكن أن تنجح إطلاقاً بمشاريع قصيرة المدى، وعلينا أن ننظر إلى تجارب الاتحادات التي نجحت في الأولمبياد الأخير، لأن تجهيز البطل الأولمبي يحتاج إلى متابعة الرياضيين، وإعدادهم في سن صغيرة جداً تبدأ من الطفولة، لكن غياب التخطيط والنفس الطويل يقف عائقاً أمام نمو رياضيينا والاهتمام بهم، لذلك بدلاً من رمي الأعذار على ضعف المواهب بشكل غير منطقي، علينا ولمرّة واحدة العمل بشكل سليم على بناء أساس قوي يمكننا عبره صناعة بطل أولمبي، لأن الجميع بات يعلم أن الاتحادات ينقصها العمل الممنهج المبني على استراتيجيات واضحة، وليس ضعف المواهب.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

تويتر